تزامناً مع زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى أميركا، احتضن حيّ الفنون في مدينة لوس انجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية أول من أمس، المعرض الثالث لمعهد مسك للفنون في أميركا وسط حضور إعلامي وجماهيري كبير من المملكة العربية السعودية وأميركا. ويشمل المعرض مجموعة مختارة من أعمال المبدعين الشباب الذين تتنوع أعمالهم الحديثة ويتمتعون بحضور لافت في المملكة، ويتميز إنتاجهم بتحقيق أصداء واسعة جعلته محل اهتمام إقليمي ودولي مما أوجد فرص للتعاون مع الفنانين الأميركيين، وخاصة في فنون الأداء الحي كجماليات الطلاء وعروض الخطوط بوظائفها الجمالية. وشهد وسط مدينة لوس انجليس هذه التظاهرة المهمة التي أطلق عليها مسمى (KSA / LAX)، وحظيت بحضور إعلامي وحشد من الجمهور لمشاهدة اللوحات، والعروض الحيّة والإسقاطات الفنية المتحركة، وكذلك نماذج من الواقع الافتراضي وتسجيلات الفيديو، وجميع الإبداعات التي أنتجها جيل جديد من الفنانين والمصممين السعوديين، إضافة إلى انفراد العرض بتشكيلات للفنون القديمة واكتشاف المواضيع التقليدية وعلم الجمال في سياق القرن ال21. وأوجد المعرض - بحسب وكالة الأنباء السعودية - «فضاء واسعاً لقراءات مختلفة عن الفن الحديث القادم من الشرق والواثق من جذوره عبر حركة فنية ذات تجربة عميقة، اذ يعتمد الفنانون على تعددية في الأعمال وتنوع في الأدوات؛ ما يدفع الزائر والمهتم إلى قناعة بقوة هذه التجارب وبعنفوان المعاني داخلها وبقدرتها على نقل تلك التقاطعات الفاعلة بين الكلاسيكية والمعاصرة». فيما أكد محتوى النشاط لمعهد مسك على «لغة الجمال في تحريك الحوار مع الآخر واللقاء به دوماً على منصات الفنون بشتى أشكالها، وأضاف نافذة جديدة للفن السعودي على تجربة عالمية معروفة بتنظيم المعارض واستقطاب مشاهير الفن المعاصر واستضافة أعمالهم، تلك التجربة التي تتميز بها مدينةُ لوس انجليس على مستوى العالم». ويُشارك في هذا الحدث عدد من الفنانين والفنانات السعوديات، ومنهم الشريك المؤسس لاستوديو (Tahreek) للرسوم المتحركة في دبي الفنانة نهى خاشقجي، والتي ترتكز أعمالها على تقاطع الثقافة واللغة، فيما يعرض الفنان التجريدي عبدالله قنديل أعماله المتمثلة في نسيج يُوحد الخطوط والألوان ويكشف تداخل المعايير التقليدية السعودية، والمشهد الثقافي المتغير بشكل كبير في العالم العربي. وعن هذا الفعالية الأولى والفريدة للمملكة في مدينة «الفن السابع» قال المدير التنفيذي لمعهد مسك للفنون أحمد ماطر: «حتى الآن، وخلال زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى أميركا، قدّمنا الكثير من المواهب الفنية السعودية للمجتمع الأميركي، مبينين أنّ جيلاً جديداً من الفنانين يُساعد على خلق مجتمع نابض بالحياة في بلادنا». وكشف ماطر أنّ هذا التوجه هو أحد مساعي المعهد في المملكة مؤكداً أن «تكوين مجموعة متنوعة الاتجاهات وفاعلة في التأثير داخل الأوساط العالمية تُمثل أوجه التعددية الثقافية وتُقدم صورها المختلفة في صناعة الإبداع والخطاب المشترك»، موضحاً أنّ «المعهد يعمل تحت مظلة مؤسسة مسك الخيرية، وينطلق من رؤاها التي تتخذ من رؤية المملكة 2030 منهجاً في تمكين الشباب السعودي ومساعدتهم لإطلاق قدراتهم الإبداعية». ولفت إلى أن «الفنانين السعوديين يستخدمون لغة الفن العالمية لتعزيز التبادل الثقافي والتقارب الجمالي عبر الفنون، وبذلك يبنون علاقات داخل أميركا مع الفنانين ومؤسسات الفن الرائدة لمزيد من العلاقات في المستقبل ثقافياً واجتماعياً، وذلك في سياق مواصلة رواية قصة التقدم المستمر في بلادنا». وكان معهد «مسك» نظم أخيراً معرضين للفنانيين السعوديين في واشنطن ونيويورك شهدا حضوراً لافتاً من كبار المسؤولين والمهتمين، ولقيا أصداء وحضورا كبيرين من الجماهير لمشاهدة العروض المقدمة ومنها تصوير العالم الافتراضي لملامح الحياة في المملكة عبر فيلم «إطلالة نحو السعودية». ويُعد المعهد، في المملكة، مركزاً رائداً لثقافة الفن والإبداع بمختلف أشكالهما، إذ يختص بإنتاج أوجه الأعمال الفنية السعودية، الحديثة منها خاصة، ورعايتها وانتشارها، وتمكين المواهب المبدعة بصفتهم ركيزة أساسية في المجتمع، وصقل تجاربهم وتوسيع رقعة حضورهم والتعريف بهم عالمياً. كما يعمل المعهد على توثيق الصلات بالتجارب الأُخرى، والتبادل المعرفي وتنويع المثاقفة وعقد اللقاءات الحضارية النوعية مع الآخر، وذلك عبر جسور عديدة مثل إقامة المعارض والفعاليات الدولية، وإنشاء شبكة اتصال للمبدعين في العالم، إضافة إلى تنفيذ برامج تعليمية خاصة بالإبداع والفنون في المدارس والجامعات داخل المملكة العربية السعودية. ويُعد المعهد أحد الروافد المهمة لمؤسسة «مسك الخيرية» التي أسسها رئيس مجلس الإدارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهي مؤسسة غير ربحية فاعلة في صناعة الأجيال وبرؤية عصرية تتوق إلى التقدم ومواكبة العالم المتجدد. .. ونقل العديد من التجارب الشبابية في «حديث مسك» تواصل مؤسسة مسك الخيرية تنظيم فعالياتها المتنوعة في أميركا، تزامناً مع الزيارة الرسمية الذي يقوم بها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى أميركا، واطلع الجمهور الأميركي مساء أول من أمس، في فعالية «حديث مسك» بلوس انجليس على العديد من تجارب شباب المملكة العربية السعودية المختلفة. وتضمنت الفعالية العديد من القصص الملهمة لأكثر من 10 شبان وفتيات سعوديات، عرضوا تجاربهم في مجالات عدة، كالطب والتعليم والبرمجة والمحاسبة والعلوم الإنسانية. كما استعرض المشاركون في «حديث مسك» أبرز التحديات والعوائق التي واجهوها في حياتهم الاجتماعية والمهنية، وكيف تغلبوا عليها، وابتكاراتهم في مجال ريادة الأعمال، ونظرتهم المستقبلية المحفزة للشباب من أجل المشاركة في بناء الوطن وفق رؤية المملكة 2030، وسط تفاعل كبير من الحضور. ونثر المشاركون تجاربهم ورؤيتهم تجاه العديد من القضايا، مقدمين للحضور رسائل إيجابية محفزة ومشجعة للمزيد من الإبداع والابتكار.