الجميع يطمح الى امتلاك ابتسامة مشرقة تكشف أسناناً بيضاء لامعة، فهي تعزز الثقة بالنفس، وتعد سلاحاً للنجاح في الحياة. إلا أن هناك من يلجأ الى ممارسات يعتقد أنها طبيعية بالنسبة الى أسنانه، لكنه سرعان ما يكتشف أنها أساليب خطيرة للغاية لأنها تجعل طبقة مينا الأسنان رقيقة لينة يغزوها التسوس بسهولة. ومينا الأسنان هي طبقة رقيقة تغطي الجزء المرئي من السن، وتمتاز بغناها بالمعادن، وهي تحمي الطبقة العاجية المحيطة بلب السن. والمينا شفافة تسمح بعبور الضوء من خلالها، من هنا ظهور اللون العاجي الذي يقع تحتها. ويتظاهر الدمار في مينا الأسنان في صور شتى، منها الحساسية على الأطعمة والأشربة الساخنة والباردة، وتلوّن الأسنان، وظهور التسوس والتشققات والتجاويف، ما يؤثر في الحياة اليومية. ويلجأ كثيرون الى علاجات يعتقدون بأنها طبيعية ولا ضرر منها على أسنانهم، لكنها في الواقع تلحق أشد الضرر بها. وهنا عرض لهذه العلاجات المدمرة للأسنان: - الليمون، وهو علاج طبيعي يملك شهرة واسعة لأنه يجعل الأسنان بِيضاً في وقت قياسي. أجل إن عصير الليمون يعطي انطباعاً بأن الأسنان أكثر بياضاً، إلا أن هذا الأثر موقت. يجب تفادي استخدام الليمون كلياً لأنه، بسبب حموضته، يهاجم مينا الأسنان ويسلبها معادنها فتصير طبشورية لينة ذات ثقوب صغيرة، وهي ظاهرة تحدث تخريباً فيها لا رجعة فيه. قد يحلو لبعضهم خلط الليمون مع صودا الخبز للحصول على مزيج يستعمل لتبييض الأسنان، لكن هذا المزيج أشد ضرراً على مينا الأسنان من الليمون لوحده، فتفريش الأسنان بهذا المزيج يشبه تماماً عملية جلخ السكاكين، الأمر الذي يذهب بجزء من مينا الأسنان، من هنا يجب العزوف عن استعمال هذه الطريقة المدمرة مئة في المئة. - صودا الخبز، ويمكن استعماله من وقت الى آخر من أجل إزالة البقع عن الأسنان جراء القهوة والشاي والسيجارة، لكن يجب الامتناع كلياً عن استخدامه يومياً لأن ذرات الصودا الكبيرة تستطيع أن تكشط مينا الأسنان ما يقود الى تدميرها وإصابتها بالتسوس. في المقابل، تمكن الاستفادة من غسول الفم بإضافة نصف ملعقة من خبز الصودا الى نصف كوب من الماء، فهذا الخليط يفيد الأشخاص الذين يعانون من الغثيان. - ماء الأوكسيجين، ويتم اللجوء اليه من أجل إزالة البقع الناجمة عن القهوة والشاي والتبغ وفي علاج بعض مشاكل اللثة، لكن بعض المختصين لا ينصحون به لأنه علاج غير فعال، وهو مؤكسد وعدواني للثة، لذا يجب تجنبه. - كبش القرنفل، ويستخدم في كثير من الأحيان في التخفيف من وجع السن، بسبب احتوائه على زيت أساسي مسكّن للألم. وكشفت دراسة برازيلية في 2014 أن الفضل في ذلك يعود الى احتواء الزيت على مركب أوجينول الذي يخفف من حساسية السن تجاه الألم. لكن يجب الحذر كل الحذر من هذا التابل، لأن تطبيقه في نقطة مسوسة قريبة من لبّ السن يمكن أن يؤدي الى التهابه وتدميره وبالتالي الى موته، فنكون في شيء لنصبح في آخر. إن أي ألم في الأسنان يجب أن يدفع الى استشارة طبيب الأسنان، وفي الانتظار يمكن استعمال أحد الأدوية المسكّنة وليس كبش القرنفل. - حبيبات الفحم، وهي تحظى بشعبية كبيرة في تلميع الأسنان، لكنها لا تخلو من الأخطار، اذ قد يقود استعمالها المتكرر الى تآكل طبقة المينا فيعاني الشخص من حس البرودة والسخونة في الأسنان. وكما هو معروف، فإن مينا الأسنان لا يتم تجديدها، من هنا الخطورة في استعمال حبيبات الفحم. وتوجد في الأسواق منتجات حبيبات الفحم الشديدة الكشط، من هنا فإن المؤسسات المختصة في صحة الفم تحذر منها وتنصح بالتوجه الى الأطباء الذين يملكون الخبرة اللازمة لتأمين الرعاية الآمنة. - معاجين الأسنان المحضرة من الصلصال(الأرجيل). إن ذرات الصلصال الكبيرة الموجودة في هذه المعاجين قد تسبب أكثر من تلميع الأسنان، اذ تؤدي الى جلخها وازاحة طبقة من المينا المحيطة بها الى غير رجعة. - خلّ التفاح، وهو يستعمل بمثابة مطهّر طبيعي للفم، لكن خطورته عالية جداً على الأسنان لأنه يساهم في إزاحة المعادن من مينا الأسنان ملحقاً بها أشد الدمار. - الملح. ان غسول الفم الحاوي على الملح يستعمل على نطاق واسع بهدف تخفيف الألم وقطع النزف. ويساهم هذا الغسول الملحي في امتصاص الرطوبة وفي التخفيف من حدة التهاب اللثة، لكنه لا يعالج السبب الحقيقي الذي يقف خلف الألم والنزف. أما استعمال الملح لتفريش الأسنان فهذا لا ينصح به أبداً لأن حبيبات الملح تتسب في تآكل مينا الأسنان. في المختصر، إن حماية الأسنان تبدأ بحماية طبقة المينا التي تحيط بها، ويكون ذلك بالابتعاد من الأطعمة السكرية، وعدم الإسراف في تناول المشروبات الحامضة، والتغذية الجيدة المتوازنة، والعناية بنظافة الأسنان، والابتعاد من الممارسات الخاطئة المؤذية لمينا الأسنان.