تعهدت طهران وبغداد أمس «نسيان آلام الماضي» ووقعتا ستة اتفاقات للتعاون، خلال زيارة وفد برئاسة النائب الاول للرئيس الايراني الذي أكد «الدعم الكامل لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي». وفي مؤشر واضح إلى حض العراقيين على رفض تمديد بقاء القوات الأميركية قال رحيمي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المالكي إن بلاده على استعداد «للمساعدة في استتباب الأمن في العراق». وزاد: «أعلن صراحة اننا نسينا كل آلام الماضي التي سادت في سماء البلدين وقلوب الايرانيين كلها مع العراق و كل ما يحبه الايرانيون موجود في ارض العراق». واضاف:»جئنا بكامل استعدادنا ودخلنا في مفاوضات اخوية ونحن مستعدون للوقوف إلى جانب العراق كي نبني هذا البلد». وشدد على ان العلاقات بين البلدين «وصلت الى مستويات عالية ورفيعة، وجئنا اليوم للوصول بها الى الذروة والقمة». واستقبل المالكي رحيمي الذي وصل على رأس وفد رفيع المستوى في القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء. ووقع البلدان خلال الزيارة ست مذكرات تفاهم في مجال الصحة والمال والثقافة والبريد والعلوم والتكنولوجيا. أما المالكي فأكد بعد توقيع الاتفاقات ان «العراق وايران مستمران في مناقشة كل مشاكل الماضي، وينويان اقامة افضل العلاقات». ووصف الزيارة بأنها «ذات أهمية لاستقرار المنطقة ومنفعة شعوبها، فبعد عقود من المأساة والعلاقات المتوترة، تعود العلاقات الى طبيعتها التي يجب ان تكون بين بلدين مسلمين جارين». ودعا الشركات الايرانية الراغبة في الاعمار او الشراكة مع الشركات العراقية لتطوير آفاق التعاون بين البلدين الى «الاسراع في استغلال الفرص الاستثمارية»،وأعلن «تشكيل مجلس لرجال الاعمال لتطوير التعاون في المجالات المختلفة». والتقى رحيمي رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي اكد «ضرورة استقرار علاقات حسن الجوار بين البلدين على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين». وطالب بان «يتوقف الجانب الايراني عن قصف القرى والاراضي العراقية في اقليم كردستان الشمالي، كونه أمراً يثير نوعاً من الضبابية والشك في العلاقات». ويعود اخر قصف تعرضت له المناطق الحدودية لاقليم كردستان الى 30 حزيران (يونيو) الماضي واستهدف منطقة حاج عمران شمال اربيل (320 كلم شمال بغداد). وأكد النجيفي «ضرورة التعاون والتنسيق بين الطرفين لضبط الحدود ومنع التسلل والاعتداء للحيلولة دون تصعيد التوترات في المواقف». وتهاجم القوات الايرانية بالمدفعية من حين إلى آخر عناصر «حزب الحياة الحرة» (بيجاك) التابع لحزب «العمال الكردستاني» التركي ويمثله اكراد ايرانيون يتخذون المناطق الجبلية الوعرة في اقليم كردستان معقلاً.