في ظل توقف شبه تام للتواصل بين الأطراف الليبيين، أعلن رئيس مجموعة الاتصال الروسية لتسوية الأزمة الليبية ليف دينغوف، على هامش مؤتمر الأمن الدولي في موسكو أمس، أن «روسيا مستعدة للمساهمة في عقد حوار بين أطراف الصراع في ليبيا وتنظيم لقاء بين رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، لكن لا يوجد حتى الآن طلب رسمي من الجانب الليبي». وقال دينغو وفق ما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» الروسية: «تُجرى مفاوضات بشكل دائم، نحن منفتحون دائماً على تنظيم حوار تحت رعاية روسيا وعلى أراضي الاتحاد الروسي، ولكن حتى الآن لم يكن هناك طلب من الجانب الليبي». وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال، خلال كلمته أمام المؤتمر: «للأسف، يترتب وضع معقد في هذه المنطقة. تفكيك ليبيا عملياً أدى إلى تزايد التهديد الإرهابي في الأجزاء الشمالية والوسطى من القارة الأفريقية، وتناميه يؤثر سلباً في الأمن في الإقليم بشكل عام». من جهة أخرى، احتفلت ليبيا أمس، باليوم العالمي للتوعية حول أخطار الألغام، وذلك في احتفال نظمه «المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب» بحضور نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، ماريا ريبيرو ومسؤولين ليبيين، تحت شعار «تعزيز الحماية والسلام والتنمية». وقالت ريبيرو إن «وجود الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة المرتجلة والذخائر غير المنفجرة وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار، يشكل تهديداً مستمراً للسكان وللعودة الآمنة للنازحين ويقيّد وصول العاملين في المجال الإنساني»، مضيفةً أن «سلامة الليبيين وكرامتهم هما سبب وجودنا هنا اليوم (الأربعاء)». وعبّرت نائب الممثل الخاص عن وجودها هذا العام في ليبيا بعد أن نُظِّم الاحتفال ب «اليوم العالمي للتوعية حيال خطر الألغام» في تونس العام الماضي. وقالت: «اليوم عادت الأممالمتحدة إلى ليبيا، وللمرة الأولى منذ 4 سنوات، نحيي هذا اليوم في طرابلس». وصرح مدير المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام محمد الترجمان، بأن «ليبيا تحيي اليوم الدولي للتوعية إلى خطر الألغام في طرابلس وبنغازي وسرت. إنها رسالة للمجتمع الدولي بأن ليبيا ملتزمة بحماية مدنييها من الخطر. ومن إنجازات عامَي 2016 و2017 تدمير 300 طن من مخزونات المتفجرات من مخلفات الحرب». في سياق آخر، برّأت محكمة استئناف طرابلس أول من أمس، نجل معمر القذافي، الساعدي، من تهمة قتل مدرب نادي الاتحاد الليبي السابق بشير الرياني، فيما سيستمر حبس الساعدي على ذمة قضايا تتعلق بدوره في قمع المتظاهرين ضد نظام والده، وإهدار المال العام واستغلال السلطة. وقالت محامية الساعدي، مبروكة التاورغي أن موكلها «نال البراءة بناءً على شهادة الشهود وسيُفرج عنه قريباً من سجن عين زارة في طرابلس»، مشيرةً إلى أن «المحكمة قررت إسقاط كل التهم الموجهة للساعدي من النيابة العامة». وأكدت التاورغي أن «الأمر قضائي مئة في المئة، وطالما تمت تبرئة موكلي من قبل المحكمة، فالبراءة واجبة النفاذ، ولا يجوز الاعتراض عليها، إلا بالطرق القانونية، وأي اعتراض لا يمنع الإفراج عنه، لأنه إفراج غير مشروط بأمر المحكمة». وتابعت المحامية: «تواصلت مع الساعدي قبل نطق الحكم، وأبلغني أنه يرغب في تنفيذ الحكم سواء كان بالإدانة أو البراءة، ولكنه لم يذكر بعد البراءة أين ينوي التوجه». إلى ذلك، دهمت عناصر جهاز الأمن الداخلي بالتعاون مع غرفة عمليات اجدابيا أمس، مزارعاً في ضواحي المدينة. وأكد الناطق الرسمي باسم فرع جهاز حرس المنشآت النفطية في المنطقتين الوسطى والشرقية التابع للقيادة العامة، محمد القبائلي، أنه عُثر خلال عمليات الدهم على مهاجرين غير شرعيين، أُحيلوا إلى جهات مختصة.