تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين كأولوية في ولايته الثانية، مشدداً على أن «مصر تسع كل المصريين ما دام الاختلاف في الرأي لم يفسد للوطن قضية». وتلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هنأه فيه بالفوز في الانتخابات الرئاسية، كما تلقى اتصالاً آخر من الرئيس دونالد ترامب. وأعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الاتصال عن أجمل التهاني للرئيس السيسي، معتبراً أن هذا الفوز الكبير بثقة الشعب المصري أتى نتيجة لجهود الرئيس المميزة في المجال التنموي ومكافحة الإرهاب. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين أشاد في هذه المناسبة بتميز العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، والتي يسعى الجميع إلى تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة. كما تلقى السيسي التهنئة من ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعرب في برقية عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والتوفيق للرئيس المصري، والمزيد من التقدم والرقي لمصر وشعبها. وعقب إعلان الفوز، خاطب السيسي الشعب المصري قائلاً إن «المساحات المشتركة بيننا أوسع وأرحب من أيديولوجيات محددة أو مصالح ضيقة، ولعل العمل على زيادة المساحات المشتركة بين المصريين سيكون على أولويات أجندة العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة». وأضاف أنه يُجدد مع المصريين «عهد الصدق والشفافية»، معرباً عن الفخر والاعتزاز بمشاهد الاحتشاد أمام لجان الاقتراع. وتابع أنه على يقين بأن مصر أمة عظيمة «تستشعر الصدق وتصدقه بمقدار ما تستشعر كذب من يتاجر بأحلامها ومستقبلها وتثور عليه». وقال: «لم يخب رهاني على المصريين يوماً، ولم يخذلني إخلاصهم وحماستهم وتجردهم». ووعد بأن يعمل لكل المصريين من دون تمييز من أي نوع، وقال: «الذي جدد الثقة بي وأعطاني صوته لا يختلف عمن فعل غير ذلك»، معرباً عن شكره لمنافسه في الانتخابات موسى مصطفى موسى «الذي خاض وأعضاء حملته الانتخابية منافسة وطنية شريفة ومتحضرة». وكانت الهيئة الوطنية العليا للانتخابات في مصر أعلنت أمس فوز السيسي بولاية رئاسية ثانية بعد انتخابه من أكثر من 21 مليوناً و800 ألف مواطن، بنسبة تخطت 97 في المئة من الأصوات الصحيحة للمقترعين. وقال رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار لاشين إبراهيم في مؤتمر صحافي، إن أكثر من 24 مليوناً و254 ألف مواطن شاركوا في الاقتراع، من بين 59 مليوناً و78 ألفاً مدرجين في قواعد الناخبين، لافتاً إلى أن بين المُقترعين 175 ألفاً و60 ناخباً من الجاليات المصرية في الخارج. وأوضح أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 41.05 في المئة. وقال إبراهيم إن عدد الأصوات الصحيحة بلغ أكثر من 22 مليوناً و491 ألفاً بنسبة زادت على 92 في المئة، والباطلة بلغت مليوناً و762 ألفاً بنسبة تخطت 7 في المئة، ونال السيسي 21 مليوناً و835 ألفاً بنسبة تخطت 97 في المئة من الأصوات الصحيحة، فيما حصل رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى على 656 ألف صوت بنسبة 2.92 في المئة. وشدد على أن «الإقبال الكثيف على الاقتراع لم يكن مدفوعاً بوعد أو وعيد»، شاكراً القضاة المشرفين على الاقتراع وقوات الجيش والشرطة التي أمنته، ووسائل الإعلام التي تابعته. وقدم عدد من الرؤساء والملوك التهنئة للرئيس السيسي. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي أن الرئيس الأميركي اتصل بالرئيس مهنئاً بالفوز في الانتخابات الرئاسية، وما أظهرته النتائج النهائية من ثقة الشعب المصري فيه، معرباً عن أطيب التمنيات لمصر بدوام التقدم والازدهار، كما عبر عن حرص الولاياتالمتحدة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بمصر ومواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. كما تلقى السيسي برقيات من كل من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عُمان السلطان قابوس بن سعيد، والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهنأ موسى مصطفى موسى، في تصريح عقب إعلان النتائج، السيسي بالفوز، وقال إنه الأجدر بقيادة مصر في تلك المرحلة. وخرج مواطنون إلى الشوارع للاحتفال بإعلان النتائج التي تابعها السيسي من غرفة عمليات حملته الانتخابية.