اختتم الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية في الداخل مساء أمس وبدأ على الفور فرز الصناديق في اللجان الفرعية، وإرسال محاضرها إلى اللجان العامة التي ستباشر اليوم عملها في حصر وتدقيق الأرقام الواردة من اللجان الفرعية، لإرسال نتائج مُجمعة إلى الهيئة الوطنية للانتخابات التي ستعكف على حصر الأرقام الواردة إليها وتلقي الطعون إن وجدت قبل إعلان النتيجة النهائية للاقتراع يوم الإثنين المقبل. ودلت المؤشرات الأولية من قراءة أرقام غرف العمليات في محافظات على «اقتراع كثيف» في الانتخابات، التي يحق لنحو 59 مليوناً المشاركة فيها، إذ تراوحت نسب المشاركة غير النهائية في اليوم الأول ما بين 14 و16 في المئة في محافظات تضم كتلاً تصويتية كبيرة مثل الدقهلية والشرقية، ولم تختلف تلك النسب كثيراً في اليوم الثاني أول من أمس، وربما زادت في آخر أيام الاقتراع أمس، إذ قال الناطق باسم «الهيئة» المستشار محمود الشريف في مؤتمر صحافي أمس، إن آخر أيام الاقتراع شهد إقبالاً لافتاً على الاقتراع في كل المحافظات. ووفق معلومات «الحياة» فإن نسب المشاركة في الاقتراع في اليومين الأولين تراوحت في محافظات تضم كتلاً تصويتية هي الأكبر في مصر اقتربت من أو تخطت 30 في المئة، لذا فإن المؤشرات الأولية لنسب الاقتراع في الأيام الثلاثة تدل على أنها ستتراوح ما بين 45 في المئة إلى 50 في المئة، أي أن أكثر من 28 مليون مصري شاركوا في الاقتراع، علماً أن الحصر المُدقق لأعداد المقترعين ستعلنه «الهيئة» يوم الإثنين المقبل، وإن كان في الإمكان إعلان مؤشرات قريبة إلى الدقة اليوم. والمشاركة في الاقتراع الرئاسي هي الرهان الرئيس في الانتخابات نظراً إلى غياب التنافسية عنها، كون نتائجها محسومة سلفاً لمصلحة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يخوض السباق في مواجهة رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى. وقال الشريف إن الهيئة «تشكر أبناء مصر الذين أثبتوا للعالم أن المصريين قادرون على أن يحققوا بإرادتهم مصيرهم». وفسر تأكيد «الهيئة» قرار تطبيق الغرامة المالية على المتخلفين عن الاقتراع من دون عذر، بأن الهيئة كانت ترد على سؤال في هذا الصدد»، لافتاً إلى أن الأمر نظمه القانون والهيئة لم تستحدث جديداً. وأوضح أن محافظاتالقاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية وشمال سيناء أتت في صدارة الكتل التصويتية، لكن آخر أيام الاقتراع أمس شهد زخماً وتواجداً مكثفاً أمام اللجان في جميع المحافظات. وأكد رئيس الهيئة المستشار لاشين إبراهيم في بيان، أن احتشاد المواطنين واصطفافهم أمام لجان الاقتراع، بعث برسالة واضحة وقوية للعالم أجمع، أن المصريين بوعيهم وإرادتهم وحدهم هم من يختارون حاكمهم. وشهدت اللجان الانتخابية في شمال سيناء أمس إقبالاً من مرضى ومُسنين نقلتهم سيارات إسعاف إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، كما حرص مكفوفون على الإدلاء بأصواتهم برفقة أبنائهم. وخصصت قوى الأمن مجموعة من الجنود لاصطحاب المُسنين على كراسي متحركة إلى داخل مراكز الاقتراع لتسهيل مشاركتهم.