شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الاثنين)، هجوماً حاداً على المكسيك والديموقراطيين والكونغرس الأميركي بسبب مشاهد أظهرت مئات المهاجرين المتوجهين سيراً إلى حدود الولاياتالمتحدة. ولليوم الثاني على التوالي غرّد ترامب على «تويتر» مهاجماً المكسيك لسماحها لتلك المجموعة من مواطني أميركا الوسطى بالسير من دون عوائق باتجاه الولاياتالمتحدة، فيما كان موقع «بازفيد» الاخباري ووسائل إعلام أميركية أخرى تغطي مسيرتهم يومياً. وهدد بالغاء اتفاق «نافتا» للتبادل الحر بين المكسيك وكندا والولاياتالمتحدة، وطالب الكونغرس بتشديد قوانين الهجرة ودعم خطته المتعلقة ببناء جدار كبير على طول الحدود المكسيكية. وأعلن إنه لن يؤيد بعد الان خطة بديلة لبرنامج «داكا»، الذي يقدم الحماية من الترحيل لحوالى 700 ألف مهاجر لا يحملون أوراقاً قانونية، معظمهم من المكسيكيين الذين وصلوا الى الولاياتالمتحدة عندما كانوا أطفالاً. وكتب الرئيس: «إن للمكسيك السلطة التامة كي لا تسمح لهذه القوافل الكبيرة من الناس بدخول البلاد». واضاف: «إن المكسيك تكسب ثروة من اتفاق نافتا ... لديهم قوانين قوية متعلقة بالحدود، قوانينا بائسة». وتابع: «مع كل الأموال التي يجنونها من الولاياتالمتحدة، نأمل بأن يمنعوا الاشخاص من عبور بلادهم وصولاً إلى بلادنا، على الاقل حتى يغير الكونغرس قوانيننا الخاصة بالهجرة». وبعد 14 شهراً من توليه الرئاسة لا يزال ترامب غاضباً لانه لم يحقق سوى تقدم جزئي لجهة وعوده ببناء جدار وترحيل مهاجرين غير شرعيين والحد بشكل كبير من الهجرة الشرعية، وهو ما يربطه بتجارة المخدرات وعصابات الجرائم والارهاب. في وقت سابق هذا العام فشل الكونغرس في إقرار تشريع من شأنه تحقيق أهداف ترامب، وفي الوقت نفسه يعرض خطة لمنح الجنسية ل690 ألف مسجل في برنامج «داكا» و1.1 مليون آخرين يمكن تصنيفهم في البرنامج الملغى. وجدد ترامب هجومه على المعارضة الديموقراطية محملاً إياها مسؤولية الغائه البرنامج العام الماضي. وكتب على «تويتر»: «داكا مات لان الديموقراطيين لم يكترثوا أو يتحركوا، والان الجميع يريد تقديم الدعم للبرنامج ... فات الاوان». واضاف: «يتعين بناء جدار وضمان حدودنا بقانون حدود صحيح. الديموقراطيون لا يريدون حدودا، وبالتالي مخدرات وجريمة». وفي 23 آذار (مارس) الماضي رصد قانون الموازنة 1.6 بليون دولار لبناء جدار ترامب، وهو مبلغ أقل بكثير عن 25 بليوناً طلبها ما دفعه للنظر في مسألة الحصول على التمويل من الموازنة العسكرية. وقافلة المهاجرين صبت الزيت على نار الرئيس. وكان موقع «بازفيد» أول من أورد التقرير عن 1500 شخص من هندوراس وغواتيمالا وسلفادور، تلته في نهاية الاسبوع شبكة «فوكس نيوز» التي يتابعها ترامب باستمرار. ونظمت مجموعة تحت اسم «ناس بلا حدود» مسيرة عبر المكسيك في مسعى لمساعدة المهاجرين الآتين من أميركا الوسطى لتفادي وقوعهم في ايدي العصابات او تعرضهم لمضايقة السلطات في طريقهم للحدود الاميركية. وغادر المهاجرون دولهم «بسبب الفقر والعنف الذي ترتكبه منظمات إجرامية» بحسب ارينيو موخيكا أحد المنظمين. وانطلقوا في 25 آذار (مارس) الماضي من ولاية شياباس بجنوب المكسيك باتجاه الحدود الأميركية حيث يأمل العديد منهم بتقديم طلبات لجوء، بحسب موخيكا. وتقوم الولاياتالمتحدةوالمكسيك وكندا حالياً باعادة التفاوض حول شروط اتفاق التجارة الحر في أميركا الشمالية العام 1994، ومن المتوقع اجراء الجولة التالية من المحادثات الرسمية هذا الشهر في واشنطن. وبرزت مواقف متناقضة لترامب حول احتمالات اتفاق جديد، وأمس حذر المكسيك من أنه قد يلغي الاتفاق في حال عدم التحرك حيال الهجرة. وكتب: «المكسيك تكاد لا تقوم باي شيء لمنع الناس من التدفق للمكسيك عبر حدودها الجنوبية ثم إلى الولاياتالمتحدة». وأضاف: «انهم يسخرون من قوانين الهجرة الغبية لدينا. عليهم (المكسيك) وقف التدفق الكبير للمخدرات والاشخاص والا ساوقف الدعم المالي لهم الآن. نافتا».