شهد الشطر الذي تديره نيودلهي في كشمير تظاهرات ضخمة مناهضة للحكم الهندي، وقتالاً ضارياً بين انفصاليين وقوات حكومية، أسفر عن مقتل 13 مسلحاً و3 جنود و4 مدنيين، في ما اعتبرته باكستان «موجة قتل مجنونة». وبدأت الاحتجاجات بعدما شنّت القوات الهندية عمليات مكافحة التمرد، استهدفت في شكل رئيس 3 قرى في الأجزاء الجنوبية للإقليم. ونزل آلاف من الكشميريين إلى الشوارع أمس، ورددوا شعارات معادية للهند وطالبوها بإنهاء حكمها. وتزامن تسليم السلطات جثث متمردين مقتولين إلى عائلاتهم، مع تجمّع عشرات الآلاف للمشاركة في تشييعهم، هاتفين بشعارات بينها «عودوا إلى الهند» و»نريد الحرية». وأعلنت الشرطة أن المعارك، الأكثر دموية في كشمير هذا العام، بدأت بعدما دهمت القوات الحكومية القرى الثلاث، إثر معلومات أفادت بأن متمردين يختبئون هناك. وأضافت أن تلك القوات تعرّضت لنيران من مسلحين، لدى محاولتهم الفرار من طوق أمني، مستدركة أنهم قُتلوا في قتال تلا ذلك. وأشارت الشرطة إلى أن بين القتلى قادة للمتمردين، معلنة أسر مسلح. وذكرت أن 3 جنود قُتلوا، فيما جُرح 6 جنود وشرطيين. وأضافت أن 8 من المسلحين القتلى هم أعضاء في «حزب المجاهدين»، أبرز تنظيم متمرد في كشمير. وحضّ قائد الجيش الهندي في كشمير الجنرال إي كاي بات المتشددين على إلقاء أسلحتهم، وإلا «سيُحيّدون». وأضاف: «أي شخص يستخدم أسلحة (ضد الدولة) سيُعامَل بالطريقة التي نُعامل بها الإرهابيين الآن». في المقابل، تعهد القيادي الانفصالي البارز ميرواعظ عمر فاروق أن «يواصل الكشميريون الموت أو يُرغَمون على حمل السلاح للمقاومة، طالما تعالج الهند المشكلة السياسية والإنسانية لكشمير من خلال نهج عسكري وعبر القوة». ومع احتدام القتال، اندلعت تظاهرات مناهضة للهند، في قرى جنوب الإقليم. وحاول محتجون الوصول إلى مواقع المعارك، لمساعدة مسلحين على الفرار، ما أدى إلى صدامات، إذ رشق سكان حجارة على القوات الحكومية التي أطلقت ذخيرة حية وكريات معدنية وغازاً مسيلاً للدموع. وأعلنت الشرطة مقتل 4 مدنيين وجرح 70، أُصيب بعضهم بالكريات المعدنية، علماً أن سكاناً ذكروا أن جنوداً فجّروا منازل لمدنيين، خلال المعركة مع المسلحين. وأوقفت السلطات خدمات القطارات وقطعت الإنترنت عن الهواتف الخليوية، في أكثر المدن اضطراباً، كما قلّصت سرعة الاتصال في أجزاء أخرى من وادي كشمير، وهذا أمر تلجأ إليه الحكومة لتهدئة التوتر ومنع تنظيم تظاهرات مناهضة للهند. كما أمرت السلطات بحظر تجوّل في مناطق جنوب الإقليم، والمدارس والكليات بالإغلاق اليوم، لوقف احتجاجات ينظمها طلاب. واندلعت احتجاجات وصدامات في سريناغار وأجزاء أخرى من الإقليم، فيما دعا قياديون انفصاليون إلى إضراب اليوم، احتجاجاً على قتل المسلحين. ونددت إسلام آباد ب «موجة قتل مجنونة»، واعتبرت الخارجية الباكستانية أنها «تكشف مجدداً الوجه البشع واللاإنساني لإرهاب الدولة الذي ترتكبه الهند ضد الكشميريين منذ عقود». واستدركت أن «هذه الأفعال الجبانة للقوات المحتلة ستؤدي فقط إلى تشديد عزيمة سكان كشمير». وتنشر نيودلهي حوالى نصف مليون جندي في الإقليم، لكنها تواجه منذ العام 1989 عمليات تشنّها تنظيمات انفصالية مسلحة، مطالبة بالاستقلال أو بإلحاق الشطر الهنديبباكستان.