إسلام آباد، نيودلهي - أ ف ب، رويترز - قتل أربعة متمردين على الأقل في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار على قرية ماشي خيل التي تبعد مسافة 30 كيلومتراً شرق ميرانشاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع أفغانستان. وأوضح مسؤولون أمنيون أن صاروخين ضربا منزلاً في القرية، مقدرين شن 30 هجوماً لطائرات أميركية على الأقل منذ الثالث من أيلول (سبتمبر) الماضي، نفذت بحجة إحباط مخططات إرهابية أعدها قادة تنظيم «القاعدة» في باكستان لشن هجمات في أوروبا، وأسفرت عن أكثر من 150 قتيلاً. ولا تزال الحكومة الباكستانية تندد بهجمات الطائرات الأميركية من دون طيار، فيما تلمح وسائل الإعلام الباكستانية والأميركية الى وجود اتفاق سري بين إسلام آباد وواشنطن يسمح بشن هذه الهجمات. الى ذلك، أعلنت مصادر أمنية سقوط 7 قتلى على الأقل وجرح 3 آخرين في اشتباكات اندلعت بين ميليشيات قبلية تدعم الحكومة ومسلحين في منطقة أوراكزاي القبلية (شمال غرب)، مشيرة الى استمرار المعارك التي يستخدم الطرفان أسلحة ثقيلة فيها. في المقابل، أشعل مسلحون من حركة «طالبان» تزودوا قنابل وبنادق رشاشة النار في شاحنة كانت تنقل إمدادات لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) أثناء مرورها في منطقة معبر خيبر القبلي الحدودي مع أفغانستان، ما أدى الى مقتل شخصين. وأشار المسؤول الإقليمي محمد أرشاد خان الى أن 12 من مقاتلي «طالبان» هاجموا الشاحنة لدى نقلها إمدادات الى قرية شاه كاس في منطقة خيبر، و «هم قتلوا السائق ومرافقه في مرحلة أولى، ثم أحرقوا الشاحنة بإلقاء قنابل عليها، قبل أن يلوذوا بالفرار». ويأتي الهجوم بعد أيام قليلة على استئناف حركة عبور الشاحنات التي تنقل إمدادات للحلف الأطلسي عبر ممر خيبر الى أفغانستان الأحد الماضي. وكانت باكستان أغلقت المعبر في 30 أيلول، اثر مقتل اثنين من جنودها في غارة جوية نفذتها مروحية تابعة للحلف الأطلسي في أراضيها، والذي أدى الى توتر في العلاقات مع الحلف. ودمر المتمردون أكثر من 100 شاحنة إمداد في سلسلة هجمات شنوها خلال إغلاق المعبر، في وقت تصعد «طالبان» عملياتها لعرقلة حركة العبور على هذا الطريق. كشمير على صعيد آخر، فرضت قوات الأمن الهندية مجدداً حظراً للتجول في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، بعد مقتل رجل في ال55 من العمر على أيدي الشرطة كما أفادت أسرته في مدينة بامبور جنوبالإقليم. وشمل حظر التجول بامبور وجزء من سريناغار، ومدن أخرى كبيرة في المنطقة ذات الغالبية المسلمة والمضطربة منذ مقتل فتى في السابعة عشر من العمر في 11 حزيران (يونيو) بقنبلة مسيلة للدموع ألقتها الشرطة لقمع تظاهرات انفصالية. ويخرج مئات من السكان الغاضبين الى الشوارع يومياً، على رغم فرض حظر تجول صارم. وقتلت قوات الأمن 111 مدنياً على الأقل. لكن أي تظاهرة لم تحصل أو يسقط أي ضحية منذ نحو 20 يوماً. وقال زعيم التيار الانفصالي المعتدل ميرويس عمر فاروق إن «الهند تسيطر حالياً على كشمير عبر منع التجول، في وقت تواجه حريتنا الدينية عراقيل». وعينت حكومة نيودلهي الأربعاء الماضي ثلاثة خبراء، لبدء حوار في الإقليم يهدف الى إزالة أجواء التوتر بعد أسابيع من التظاهرات العنيفة. وتشهد كشمير الهندية تمرداً على الإدارة الهندية أسفر منذ عام 1989 عن سقوط 47 ألف قتيل على الأقل.