دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قال نشطاء وشهود إن الدبابات انتشرت عند مداخل حماة وإن قوى الأمن اعتقلت العشرات، كما قطعت شبكة الاتصالات عن المدينة وفق أسلوب استخدمه الجيش قبل أي هجوم على البلدات والمدن في مناطق أخرى من البلاد. قال النشطاء إن 97 دبابة توجهت الى قرية كفر رومة، الواقعة بين كفر نبل ومعرة النعمان في ريف إدلب، في إطار مواصلة العمليات الأمنية هناك، موضحين أن الجيش أحكم سيطرته على قرية البارة في إدلب، وبات يستخدمها «قاعدة» لعملياته في المنطقة. (راجع ص 4) وبعد يومين من خروج أضخم احتجاجات تشهدها حماة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن دبابات تحاصر مداخل المدينة وإن العشرات اعتقلوا، محذراً من أن السلطات «تميل على ما يبدو الى الحل العسكري لإخضاع المدينة». وقال سكان حماة إن شبكات الاتصالات قطعت. وقال مواطن، يملك متجراً، في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز»: «أطلقوا نيران بنادقهم في شكل عشوائي هذا الصباح في حي المشاع، الاعتقالات تركزت في المناطق المحيطة باستاد كرة القدم وفي حي الصابونية». وتواصلت عمليات الجيش في إدلب، وقال «المرصد السوري» إن عشرات الدبابات تقدمت نحو قرية كفر رومة، موضحاً أن «المئات من سكان القرية خرجوا ليلاً للتصدي ومنع تقدم الآليات إلا أنها تابعت مسيرتها لمباشرة العمليات العسكرية في تلك المنطقة». وأشار المرصد إلى حملات اعتقال في قرى عدة تابعة لجبل الزاوية، وهدم منازل لنشطاء في بلدة البارة في إدلب. وأوضح أن نحو 20 سيارة أمن اقتحمت بلدة البارة. وذكرت ناشطة أن «التجول في المنطقة الشمالية في البارة بات محظوراً». ولفتت إلى أن «أهالي كفر نبل توجهوا إلى البارة لكسر الحصار إلا أن الجيش منعهم من الدخول وأقفل المنافذ». وأكدت أن «تمركز الجيش السوري بات في البارة وأصبح يقصف القرى الباقية المجاورة ويعود إلى البارة التي اعتبرها قاعدة له». في موازاة ذلك، دعا مثقفون وسياسيون سوريون، في مؤتمر عقد تحت عنوان «المبادرة الوطنية لمستقبل سورية»، إلى «طريق ثالث» للخروج من الأزمة. وتأخر بدء المؤتمر، الذي دعا إليه النائبان محمد حبش وزهير غنوم والدكتور حسين العماش، بعدما أبلغتهم إدارة الفندق ب «عدم وجود موافقة»، قبل انطلاق أعمال المؤتمر للبحث في أوراق معدة بحضور عشرات المستقلين. وأعلن حبش: «جئنا لتعزيز الحوار ودعم إصلاحات الرئيس الأسد ولنقول للعالم كله إن هناك فرصة للحوار» وإن هناك طريقاً ثالثة. واتفق حبش والعماش على أن المؤتمر أراد أن يكون «جسراً» بين الناس والدولة وأنه يمثل «الغالبية الصامتة» من السوريين. وناقش المشاركون قضايا من بينها حماية الوحدة الوطنية ووقف اعتقالات الرأي والإفراج الفوري عن الموقوفين السياسيين وكفالة التظاهر السلمي. كما بحثوا في «آليات الانتقال السلمي الى الدولة الديموقراطية المدنية»، وإصدار قانون للأحزاب السياسية «يضمن التعددية الحزبية من خلال قانون شامل للاتجاهات السياسية كافة تحت سقف الوطن». وأعلن منظمون أن نتائج المناقشات ستُرفع بتوصيات الى «هيئة الحوار»، بينها رفض أي تدخل خارجي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الاقتصاد السويسرية أن سويسرا جمدت 31.8 مليون دولار من الأرصدة المرتبطة بالنظام السوري. وذكرت وكالة «أيه تي أس» السويسرية للأنباء «أنه لم يُعرف حتى الآن ما إذا كان هذا الإجراء يتصل بأرصدة للرئيس بشار الأسد».