تصدّرت سويسرا ترتيب «مؤشر الابتكار العالمي لعام 2011» تلتها السويد في المرتبة الثانية، ثم سنغافورة في المرتبة الثالثة، وفقاً لتقرير أعدته كلية «إنسياد» الإوروبية لإدارة الأعمال بالتعاون مع شركتي «ألكاتل لوسنت» و«بوز أند كومباني» و«اتحاد الصناعات الهندية» و«المنظمة العالمية للملكية الفكرية» (ويبو) التابعة للأمم المتحدة. وشمل التقرير 16 اقتصاداً من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، احتلت فيه كل من قطر والإمارات مركزاً من ضمن أول 40 اقتصاداً عالمياً، فجاء ترتيبهما في المرتبة 26 و34 على التوالي. واحتلت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى مكانها من ضمن أول 60 اقتصاداً عالمياً، فحلّت البحرين في المرتبة 46، تلتها الكويت (52) والسعودية (54) وعمُان (57). وكانت ثلاث دول عربية ضمن لائحة أدنى 15 دولة في الابتكار عالمياً، هي سورية (115) واليمن (123) وأخيراً الجزائر (125). وعلى صعيد الاقتصادات الناشئة، حلّت الصين في الصدارة في المرتبة 29، تلتها الهند (62) وسريلانكا (82) وبنغلاديش (97) وباكستان (105). وقال أستاذ «كرسي رولاند برغر للأعمال والتكنولوجيا» في «كلية إنسياد» رئيس تحرير التقرير، سوميترا دوتا، ان «الابتكار أمر حاسم في دفع عجلة النمو في الاقتصادات المتطورة والناشئة، خصوصاً في فترة لا يزال الاقتصاد العالمي فيها في مرحلة التعافي». وأضاف: «تطوّر مؤشر الابتكار العالمي وارتقى، فبات أداة مرجعية قيّمة وثمينة، تشجّع الحوار بين القطاعين العام والخاص، بما يشمل واضعي السياسات وقادة الأعمال والجهات المعنيّة الأخرى». وتابع: «أدركت الحكومات أن الاستفادة من مكامن الابتكار لدى مواطنيها يتطلّب منها اعتماد سياسات أكثر ودّاً إزاء التقدم التكنولوجي واستيعاب المعرفة، بحيث يمكن للشركات بناء شبكات الابتكار العالمية، كي تتمكن من تعزيز تدفقات المعرفة والملكية الفكرية العابرة للحدود». وأفاد المدير العام ل «ويبو» فرانسيس غري بأن «للابتكار دورُ محوريّ في النمو الاقتصادي وإيجاد فرص عمل أفضل، وهو أساسي للتمتع بالتنافسية، سواء للدول أو القطاعات أو الشركات». وأضاف أن «الابتكارات وفوائدها الكثيرة لا تأتي دون الاستثمار في الوقت والجهد والموارد البشرية والمالية»، مشيراً إلى أن هذا التقرير يسلّط الضوء على الجهود المبذولة من قبل عدد كبير من الاقتصادات، بغية توفير بيئة موآتية تشجّع على الابتكار. وأوضح رئيس «مجلس الابتكار» في «اتحاد الصناعات الهندية» مدير شركة «فوربس مارشال» نوشاد فوربس انه «في أعقاب التباطؤ الاقتصادي الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة، اتّضح جلياً أن التركيز ينتقل إلى المناطق النامية، ليس فقط من حيث مقوّمات ازدهار السوق وفرصه، بل باعتبارها ميداناً مهماً للابتكارات منخفضة التكاليف». ويدرس «مؤشر الابتكار العالمي» كيف يمكن للدول الاستفادة من البيئة المؤاتية لتحقيق نتائج في مجال الابتكار. وهناك خمس ركائز تشكل المدخلات الفرعية لمؤشر الابتكار هي المؤسسات ورأس المال البشري والبحوث والبنية التحتية وتطورّ السوق وتطور الأعمال. أما المؤشران الفرعيان للابتكار من حيث الإنتاج، فهما الإنتاج العلمي والإنتاج الإبداعي. وأنشأ التقرير في العام الجاري، للمرة الأولى، مجلساً استشارياً يتألف من تسعة خبراء دوليين متخصصين، مزوّدين بمعارف ومهارات فريدة في الابتكار، للمساعدة في إجراء البحوث ونشر نتائجها. ويتضمن التقرير فصولاً تحليلية لكشف اتجاهات الابتكار العالمية الحديثة التي يصعب تحديدها بواسطة المقاييس التقليدية. وشملت مواضيعه الابتكارات ذات التكاليف الاقتصادية في الهند، ورؤى عن الابتكار في أميركا اللاتينية، والمدن الذكية والمستدامة، والأثر العالمي للأبحاث والتطوير، ومقاييس الإبداع والقطاعات ذات الصلة بحقوق التأليف والنشر.