صدر امس الإصدار العاشر من «التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات 2010/2011 - التحولات 2.0» من «مركز التنافسية العالمية والأداء» التابع ل «المنتدى الاقتصادي العالمي»، بالتعاون مع جامعة «إنسياد»، بتغطية قياسية شملت اقتصادات 138 دولة. وأفاد التقرير بأن السويد وسنغافورة تستمران في طليعة الترتيب، ما يؤكد ريادة اقتصادات الدول الاسكندينافية وبلدان آسيوية من حيث تبني آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقه، من أجل نمو متزايد. وقفزت فنلندا إلى المركز الثالث، في حين بقيت سويسرا والولايات المتحدة في مركزيهما الرابع والخامس، على التوالي. ويركز الإصدار العاشر للتقرير على قدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على تحويل المجتمعات في العقد الحالي عبر التحديث والابتكار. واستمرت الإمارات في احتلال أفضل مركز بين الدول العربية، وجاءت في المرتبة الرابعة والعشرين، تلتها قطر (المركز الخامس والعشرون)، بعد صعودها خمسة مراكز، لتقودان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحقيق تنوع اقتصادي وتنافسية أكبر. وجاءت البحرين في المركز الثلاثين، وارتفعت السعودية خمسة مراكز إلى المركز الثالث والثلاثين. واحتلت مصر المركز الرابع والسبعين، وجاءت إيران وسورية متأخرتين في مراتب ما بعد المئة. وكان أداء الدول العربية متنوعاً، ووضعت حكومات تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوضوح شديد في قلب برامج عملها التنافسي، لكن أخرى لم تفعل. واحتلت الصين المركز السادس والثلاثين والهند الثامن والأربعين، وتستمران في قيادة اقتصاد منطقة «بريك» (البرازيل روسيا الهند الصين) على رغم فقدان الهند مركزها السابق. وارتفعت البرازيل خمس نقاط، لتصل إلى المرتبة السادسة والخمسين، وتقترب من الهند. الشبكات وأوضح «مؤشر جاهزية الشبكات»، الذي يتصدر التقرير، مدى استعداد الدول لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية في ثلاثة محاور: أولاً مجال الأعمال العام والمجال التنظيمي والبنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وثانياً مدى جاهزية الأقطاب الثلاثة للمجتمع (الأفراد والشركات والحكومات) لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة منها. وثالثاً استخدام تلك الأقطاب فعلاً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتاحة. ويستعرض التقرير التحوّلات المقبلة التي سيكون وقودها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع تركيز خاص على تأثيرها في الأفراد والشركات والحكومات على مدى السنوات القليلة المقبلة. ومنذ بداية إصدار التقرير، ازداد حجم المعلومات المطلقة التي يتم جمعها عبر المجتمع الرقمي الحالي بنسبة مذهلة. ولقياس تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وثورة البيانات الجديدة، تم أيضاً إطلاق برنامج جديد لتداول المعلومات بمناسبة العيد العاشر للتقرير، يتيح للمستخدمين مجموعة من الأدوات لاستعراض تأثير تكنولوجيا المعلومات والبيانات على مجموعة من المجالات الاجتماعية الاقتصادية. ويستخدم البرنامج الجديد نظام قاعدة بيانات «ديف إنفو»، ويتمتع بأداة تصوّر فريدة من نوعها طوّرتها وكالة العلاقات العامة «رودر فين». وأشار أستاذ إدارة الأعمال والتكنولوجيا في جامعة «إنسياد، المساهم في تحرير التقرير، سوميترا دوتا، إلى ان «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانترنت خصوصاً، غيّرت العالم في شكل كبير، وكل الدلالات تشير إلى أن نسبة التحوّل في تزايد مستمر». وأوضح المدير الأول رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في «المنتدى الاقتصادي العالمي» آلان ماركوس، ان «الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات هما عمادان مهمان للنمو على المدى الطويل، مع ما تتمتعان به من مزايا اجتماعية واقتصادية لا تحصى، وقدرة على تحسين حياة الناس على مستوى العالم في شكل محسوس. فالدول التي تدمج التكنولوجيا الجديدة بالكامل وتعزّز ثورة المعلومات الجديدة في إطار استراتيجيات التنمية الخاصة بها تضع الأساس لاقتصادات ذات تنافسية ومرونة عالية للمستقبل». ويستخدم «مؤشر جاهزية الشبكات» مزيجاً من البيانات من مصادر متاحة للجمهور ومن نتائج استطلاع آراء القادة التنفيذيين، وهو استطلاع للرأي يقوم به «المنتدى الاقتصادي العالمي» بالتعاون مع شبكة الهيئات الشريكة له (من جمعيات الأبحاث ومؤسسات الأعمال الكبرى) في الدول المشمولة بالتقرير. ويتضمن هذا الاستطلاع رأي أكثر من 15 ألف مدير تنفيذي وبيانات فريدة من نوعها على مستويات نوعية عدة لتقويم جاهزية الشبكات على المستوى الوطني. ويستعرض التقرير اقتصاد الانترنت الصاعد والمجتمعات التي ستُبنى حول طرق رقمية سريعة، وتأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتزايد على الحد من الفقر، منها الفرصة المتاحة لخدمات البنوك الخليوية في العالم الصاعد. إضافة إلى ذلك، هناك أربع دراسات معمّقة حول دور الخبرات المحلية والإقليمية في تفعيل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تنافسية متزايدة، تشمل دولاً ككوستاريكا والسعودية، وتطورات واسعة النطاق في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. ويحتوي التقرير معلومات مستفيضة عن 138 اقتصاد ومستوى توغّل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فيه.