لا الحقبة من الزمن الجميل، ولا العريس في ريعان الشباب. لم يكن لعرس أمير موناكو البير الثاني في عام 2011 البريق الذي كان لعرس والده الأمير رينييه ووالدته غريس كيلي في عام 1956. تلك كانت نجمة هوليوودية وهذه نجمة سباحة. لكن «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، فبعد 53 سنة عزوبية تزوج الأمير ألبير أخيراً خطيبته السباحة الأولمبية الجنوب أفريقية شارلين ويتستوك (33 سنة) مدنياً أول من أمس ودينياً أمس، وشهد على زواجهما آلاف المواطنين والزوار الذين تجمعوا في ساحة القصر على أمل أن ينسوا لبرهة الإشاعات المحيطة بحاكمهم. فبعد مراسم استمرت 20 دقيقة في قاعة العرش الصغيرة خرج العروسان الى إحدى الشرفات وسط التصفيق، فيما وضعت شارلين رأسها على كتف زوجها مبتسمة قبل أن تحيي الجموع. وطوال المراسم المدنية لم تفارق الابتسامة الأمير الذي ارتدى بزة داكنة وربطة عنق سكرية اللون وعروسه التي ارتدت تنورة من الموسلين وسترة بلون الأزرق الفاتح صممتها بنفسها، على ما أفاد القصر. ولفظ الخطيبان كلمة «نعم» بحضور أقاربهما، وفي مقدمهم شقيقتا ألبير الأميرة ستيفاني التي اغرورقت عيناها بالدموع والأميرة كارولين. وفي ساحة القصر التي تجمع فيها آلاف من سكان الإمارة وزوارها تحت شمس ساطعة صفقت الجموع ملوحة بأعلام صغيرة. وكان سكان موناكو الذين يبلغ عددهم 7800 شخص، انتظروا طويلاً زواج الحاكم. وتلقوا دعوة للمشاركة في مراسم الزفاف الجمعة الذي أعلن يوم عطلة. مشاهير ورياضيون وشارك العروسان مساء أول من أمس في حفلة أقامها جان ميشال جار استقطبت حوالى 150 ألف شخص. وضمت لائحة المدعوين الرسميين لحضور المراسم الدينية للزفاف رياضيين سابقين وحاليين ونجوم أزياء إلى جانب ملوك وأمراء. وحضر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من دون زوجته كارلا، كما حضرت برناديت شيراك زوجة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. كما أوفدت المملكات المغربية والأردنية والتايلاندية بالتوالي شقيقة الملك محمد الخامس والأخ الأوسط للملك عبدالله الثاني وابنة ولي العهد، وكذلك كونت باريس ودوق سافوا والأمير آغا خان ودوق روسيا ماريا وإمبراطورة إيران السابقة فرح بلهوي. لكن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما غاب عن الحفلة. وتمثل العرش البريطاني بالأمير ادوارد، الابن الأوسط للملكة إليزابيث الثانية. وبما أن الزوجين من محبي الرياضة وممارسيها، حضر الحفلة رياضيون مشاهير، مثل لاعب كرة القدم الفرنسي باتريس ايفرا والعداء الناميبي السابق فرانكي فريديريكس وسائقي سيارات السباق البلجيكي جاكي ايكس والبريطاني جاكي ستيوارت والنمسوي غيرهارد بيرغيه ولاعبي التنس الفرنسي هنري لوكونت والروماني ايلي ناستاز ولاعب الركبي الجنوب أفريقي فرانسوا بيينار وبطل القفز بالزانة الأوكراني سيرغي بوبكا وبطلة الجمباز الرومانية ناديا كومانيتشي. أما عن عالم الموضة والتلفزيون والسينما، فحضر الممثل البريطاني رودجر مور المقيم في موناكو ومغني الروك الإيطالي اومبرتو توزي ومصمم الأزياء الألماني كارل لاغارفيلد، إلى جانب العارضة البريطانية السابقة ناومي كامبل والمصممة الفرنسية ايناس دو لا فريسانج والمصممين الإيطاليين جورجيو ارماني وروبرتو كافالي. وتمثل قطاع الأعمال ببرنار ارنو، مالك مجموعة «ال في ام اتش»، الفاخرة. كما حضر الطيار السويسري برتران بيكار، صاحب الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية التي يعتبر أمير موناكو عرابها. وحاول سكان موناكو قدر الإمكان عدم التأثر بإشاعة سرت قبل أيام عن انفصال بين العروسين.