تواصلت عملية إجلاء مدنيين ومقاتلين من جنوب الغوطة الشرقية أمس، بموجب اتفاق بين فصيل «فيلق الرحمن» والجانب الروسي، من شأنه أن يفسح المجال أمام القوات النظامية لاستكمال انتشارها في الغوطة الشرقية، حيث باتت تسيطر على أكثر من تسعين في المئة منها، إثر هجوم عنيف بدأته في 18 شباط (فبراير) الماضي. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس، بأن 23 حافلة على الأقل تقل 1065 شخصاً بينهم 246 مسلحاً، خرجت من جنوب الغوطة في اتجاه محافظة إدلب شمال البلاد، ضمن الدفعة السابعة من عملية إجلاء حي جوبر وبلدتي وزملكا وعين ترما. وأوضحت الوكالة أن منذ يوم السبت الماضي، تم إجلاء 31890 شخصاً على ست دفعات إلى إدلب، وفق إجمالي الإحصاءات اليومية التي نشرتها «سانا» تباعاً. وتقدر دمشق خروج 143 ألف شخص من الغوطة الشرقية حتى الآن، منذ 28 شباط (فبراير). ويتوزع هؤلاء بين السكان الذين خرجوا عبر الممرات الإنسانية إلى مراكز الإيواء، بالإضافة إلى من تم إجلاؤهم إلى مناطق الشمال السوري. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن الخميس إجلاء حوالى 11 ألف مقاتل من الغوطة الشرقية، مشيراً إلى أنه بحلول الأحد أو الإثنين «سنبدأ بإعادة السكان إلى منازلهم في الغوطة الشرقية ليستعيدوا حياة طبيعية»، في إشارة إلى أولئك الموجودين في مراكز الإيواء المكتظة في ريف دمشق. ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تعد إحدى بوابات دمشق، وشكل وجود الفصائل المعارضة فيها تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسقوط قذائف أوقع عشرات القتلى. وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية عام 2016. وتشكل خسارة الغوطة الشرقية حيث كان يعيش حوالى 400 ألف شخص، ضربة موجعة للفصائل المعارضة تعد الأكبر لها منذ خسارتها مدينة حلب نهاية 2016. وتوصلت روسيا تباعاً مع فصيلي «حركة أحرار الشام» في مدينة حرستا ثم «فيلق الرحمن» في جنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين تم بموجبهما إجلاء عشرات الآلاف إلى منطقة إدلب، بعدما باتت تسيطر على أكثر من تسعين في المئة من مساحة هذه المنطقة قرب دمشق. كما تم إجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا الأسبوع الماضي. وتتزامن عمليات الإجلاء مع مفاوضات بين روسيا و "جيش الإسلام» في شأن مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية.