نفى «جيش الإسلام» آخر فصيل معارض في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، تقارير عن توصل المفاوضات مع روسيا إلى اتفاق على انسحابه من مدينة دوما، بعد أن أعلن الجيش الروسي موافقة المسلحين على تسليم المنطقة. وأكّد حمزة بيرقدار الناطق باسم «جيش الإسلام» في اتصال مع «الحياة» أمس، أن «عدم التوصل إلى اتفاق لا يعني توقف المفاوضات مع الروس»، معتبراً أن «ما تروج له روسيا ووسائل إعلام النظام يأتي في إطار الحرب النفسية على الحاضنة الشعبية لجيش الإسلام». وأوضح بيرقدار أن «التفاوض لا يدور حول شروط محددة»، وشدد على أن «جيش الإسلام وأهالي دوما يرفضون مخططات الاقتلاع والتغيير الديموغرافي كما حصل في المعضمية ووادي بردى والزبداني وغيرها بدعم وموافقة روسيا وإيران». وأضاف أن «الهدف الرئيسي هو بقاء المقاتلين وأهالي دوما في بيوتهم لأن التجارب في سورية وفلسطين تكشف أن كل من طردوا من ديارهم لم يعودوا إليها». وكانت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي إنها «توصلت إلى اتفاق مع المسلحين في دوما يقضي بانسحابهم»، من دون أن تحدد إلى أين سيتوجهون. وقال المسؤول البارز في وزارة الدفاع الروسية الجنرال سيرغي رودسكوي خلال مؤتمر صحافي أمس، إنه «تم التوصل إلى اتفاق مع قادة الفصائل المسلحة غير الشرعية لخروج مقاتلين وأفراد عائلاتهم من مدينة دوما في مستقبل قريب»، من دون أن يوضح المجموعات المعنية بهذا الاتفاق. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن هناك معلومات أولية عن قرب التوصل لاتفاق يقضي بخروج مسلحي «جيش الإسلام» من دوما إلى محافظة إدلب في شمال غربي البلاد. ومنذ بدء المفاوضات مع روسيا، يكرر قياديو «جيش الإسلام» رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم من معقلهم في دوما. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق حتى الساعة، مضيفاً أن «جيش الإسلام» لم يبلغ الطرف الآخر ردّه على الشروط الروسية في شأن خروج مقاتلي الفصيل وتسليم الآليات الثقيلة. وأوضح أن النقطة العالقة في المفاوضات هي المنطقة التي يجب أن يغادر إليها المقاتلون. وتشهد المدينة حيث يقيم نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات للمجلس المحلي، تدفق نازحين منها بشكل يومي عبر معبر الوافدين إلى مناطق سيطرة القوات النظامية، التي تنقلهم إلى مراكز إيواء في ريف دمشق. وتحاصر قوات النظام السوري دوما التي يعيش فيها عشرات الآلاف من المدنيين. وتعدُّ المدينة التي تقع تحت سيطرة «جيش الإسلام»، آخر رقعة في الغوطة الشرقية لا تزال تحت سيطرة المعارضة، التي طُردت من الجيب في عملية شرسة بدأتها القوات النظامية بدعم من روسيا في شباط (فبراير) الماضي. وتمثل استعادة دوما مكسباً كبيراً للرئيس بشار الأسد، إذ إنها ستكون نهاية لآخر معقل كبير للمعارضة قرب دمشق بعد سبعة أعوام من النزاع.