بعد تكتم رئاسي استمر أربعة أيام على التطورات في الشارع الإيراني، خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما عن صمته، معبراً عن «قلق عميق» حيال أعمال العنف ضد المتظاهرين، ومجدداً تمسك إدارته بنهج «الانخراط من دون أوهام» مع القيادة الإيرانية، لردعها عن السلاح النووي و «تصدير الإرهاب» في الشرق الأوسط. تزامن ذلك مع تقارير إعلامية أميركية كشفت الاتجاه الى «ترقية» دنيس روس وهو المبعوث الحالي الى جنوب غربي آسيا، إلى منصب مستشار أعلى للرئيس الأميركي حول إيران في البيت الأبيض. وأكد أوباما بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني في البيت الأبيض ليل الاثنين - الثلثاء، أن واشنطن لا تريد التدخل في الانتخابات الإيرانية. وقال: «الإيرانيون فقط مخولون اتخاذ القرارات في اختيار قياداتهم، ونحن نحترم السيادة الإيرانية ونريد تفادي تحول الولاياتالمتحدة الى كرة سياسية في الملعب الإيراني». في الوقت ذاته، أعرب عن «قلق عميق حيال أعمال العنف» التي شابت التظاهرات. وأضاف أوباما، في أول تعليق له منذ نتائج الانتخابات وبعد انتقادات في الداخل الأميركي لسكوت البيت الأبيض وعدم «تنديد» الإدارة برد فعل الحكومة الإيرانية، أنه «يتوجب احترام العملية الديموقراطية وحرية التعبير والاعتراض». وأجاب أوباما بحذر على سؤال حول نتائج الانتخابات التي تفيد أرقامها الرسمية بخسارة المرشح الإصلاحي مير حسن الموسوي أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال: «ما فهمناه هو أن الحكومة الإيرانية ستنظر في الخلافات. نحن لم نكن على الأرض ولم يكن لدينا مراقبون هناك أو مراقبون دوليون، لذا لا يمكنني الحكم في شكل أو آخر عما حصل بالنسبة للانتخابات». وأضاف: «لكن ما يمكنني قوله أنه يبدو وبحسب الذين كانوا متحمسين ومنخرطين وملتزمين بالديموقراطية، أنهم يشعرون بالخيانة». وزاد: «من المهم وفي أي تحقيق يتم إجراؤه، ألا يؤدي الى سفك الدماء أو منع حرية التعبير». وعن الموقف الأميركي من إيران، أكد أوباما تمسكه بمبدأ «الانخراط الديبلوماسي الصلب ومن دون أوهام» للتعاطي مع الخلافات بين البلدين وفي شكل «يتقاطع مع المصالح الأميركية وتحديداً التأكد من عدم حصول سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط يطلقه امتلاك إيران سلاح نووي وألا تصدّر إيران نشاطات إرهابية». وتوجه أوباما للمتظاهرين بالقول ان «العالم يشاهدكم واستقى الوحي بمشاركتكم، وبغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة الانتخابات». وأضاف: «للشباب الإيراني نقول أن الولاياتالمتحدة لا تريد أن تتخذ أي قرار نيابة عن الإيرانيين، لكننا نعتقد بوجوب احترام صوت الإيرانيين والإصغاء له». ولم يستخدم أوباما عبارة «تنديد» في تصريحاته، ما عرضه لانتقادات من أصوات أميركية متشددة حيال إيران مثل السناتور المستقل جوزف ليبرمان الذي انتقد صمت الإدارة وعدم إعطاء دعم واضح وكاف للمتظاهرين في إيران. إلا أن مصادر أميركية أكدت ل «الحياة» أن واشنطن تخشى أن تتحول مصدر ضرر على المتظاهرين، بدعمها العلني لهم. وأكدت تلك الأوساط أن الإدارة تراقب عن كثب التحركات في طهران وخصوصاً الصراع الداخلي الذي يدور بين أركان القيادة ودور مرشد الجمهورية علي خامنئي. وكان بارزاً أمس تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ومجلة «تايم» وشبكة «أم أس أن بي سي»، حول «ترقية» روس الى البيت الأبيض حيث سيكون مستشاراً أعلى لأوباما حول إيران وقضايا المنطقة. ويُعرف عن روس براغماتيته في التعاطي مع الملف الإيراني وتأييده لمفاوضات مباشرة مع طهران، لكنه يدعم أيضاً برنامج عقوبات صارم بالتعاون مع الأوروبيين لرفع كلفة الطموحات النووية على طهران. ووضعت «نيويورك تايمز» الخطوة في إطار اضطلاع البيت الأبيض بدور أكثر مركزية في التعامل مع إيران، مشيرة الى ان روس سيُنقل من وزارة الخارجية الى «مجلس الأمن القومي». ويبرز في البيت الأبيض حالياً دنيس ماكدونو وتيم لابرت وتوم دونيلون، بصفتهم المستشارين الأقوى والأقرب لأوباما والأكثر تأثيراً.