تواصلت الردود السياسية في لبنان على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، معتبرة فيه خطراً على لبنان وبخاصة لناحية التوطين. ودعا رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري الى «أعلى درجات التضامن اللبناني والعربي، في مواجهة التحديات الاقليمية الماثلة». وقال الحريري الموجود في المملكة العربية السعودية في تصريح أمس: «إن خطاب نتانياهو يضع المنطقة في دوامة التصعيد مجدداً، ويرسم خريطة الطريق الاسرائيلية للانقلاب على مساعي التسوية ومبادرات السلام، الأمر الذي يرتب علينا في لبنان مسؤولية كبرى في ترسيخ التضامن الداخلي والتزام موجبات المصلحة الوطنية العليا التي تّمكن بلدنا من مواجهة المخاطر ومحاولات العدو الاسرائيلي، لخرق سيادتنا واستقرارنا الوطني». وأضاف: «ان رئيس وزراء اسرائيل يعمل على اعادة مساعي التسوية الى نقطة الصفر، سواء بالنسبة إلى حق العودة أم بالنسبة إلى دعوة الفلسطينيين الى الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل، أم بالنسبة إلى مصير القدس الشريف، وهي كلها عناوين تضع المبادرات العربية في مّهب الرياح، وتعّرض السلام الاقليمي للخطر الشديد، وتفتح المنطقة على احتمالات جديدة، تقتضي أعلى درجات التنسيق بين القيادات العربية، ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته في مواجهة السياسات المعلنة للعدو الاسرائيلي». ورأى وزير الدولة نسيب لحود أن «المواقف المتطرفة والمتشنجة التي أعلنها نتانياهو غير مقبولة بتاتاً وهي تتناقض مع القانون الدولي ومرجعيات عملية السلام والمبادئ التي أعلنها أخيراً الرئيس الاميركي باراك اوباما، وذلك على رغم اقرار نتانياهو شكلاً بمبدأ الدولة الفلسطينية». وقال لحود في تصريح أمس: «هذه المواقف لا تؤدي الى السلام الحقيقي لأنها لا تتضمن حلولاً واقعية وعادلة لملفات أساسية في الصراع العربي - الاسرائيلي، خصوصاً مواضيع القدس، والاستيطان، وكذلك اللاجئين». وشدد على أن «قضية اللاجئين ترتدي أهمية خاصة بالنسبة إلى لبنان، واللبنانيين يرفضون رفضاً قاطعاً وبالاجماع توطينهم، كما ان للاخوة الفلسطينيين الموقف نفسه من هذا الموضوع». وأكد أن «التحدي الأبرز في لبنان، هو في تحييد قضية جوهرية كقضية رفض التوطين عن بازار الصراعات الضيقة وأن نلتف جميعاً حول مؤسساتنا وفي مقدمها رئاسة الجمهورية لايصال رسالة واحدة الى المجتمع الدولي بأن لبنان مع تأييده للتسوية العادلة والشاملة التي تقوم على مبدأ الارض مقابل السلام، يرفض ان يدفع من حسابه ثمن تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي». قانصوه وشدد النائب المنتخب عاصم قانصوه على «ضرورة الوحدة الداخلية ووحدة العرب بعد خطاب ناتانياهو الذي لم يحمل جديداً لاننا نعلم مخطط اسرائيل الأبدي»، معتبراً أن «ما يحصل يؤشر لحرب اسرائيلية على لبنان لأن العالم يرفض الاصطفاف الحاصل بين قوى المعارضة». ورأى أن «مواجهة هذه المخططات تكون بتقوية الداخل اللبناني وتناسي جميع الفترة الماضية والصغائر التي حصلت إضافة الى دعم وتحصين الجيش والمقاومة تحسباً لما يمكن أن يأتي في المستقبل»، مشدداً على ان «المطالبة بنزع سلاح «حزب الله» خدمة واضحة لاسرائيل». ورأى رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني السفير خليل مكاوي أن موقف نتانياهو «يستبطن رفضاً اسرائيلياً حاسماً لحق العودة للاجئين الفلسطينيين ما يؤكد سياسة التهجير الابدية تجاه الشعب الفلسطيني». وقال: «إن لبنان يجد نفسه في موقع دعوة المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته كاملة وبسرعة لمواجهة التعنت الاسرائيلي، مهيباً بالامم المتحدة اداء دورها بما يكفل احترام حقوق الشعب الفلسطيني كاملة من دون اي تجزئة»، مؤكداً ان «لا مفاوضة او مقايضة في حق العودة». قباني وقبلان واعتبر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن كلام نتانياهو «يستهدف أي مبادرة عربية تحفظ حقوق الفلسطينيين». ودعا القادة العرب إلى «موقف عربي موحد لمواجهة العدوانية الصهيونية». وطالب اللبنانيين ب «تحصين ساحتهم الداخلية بمزيد من التضامن ووحدة الكلمة لدرء الأخطار التي تحدق بهم من عدوهم الصهيوني». ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الجامعة العربية ومؤتمر القمة الإسلامية الى «اجتماع طارئ لدرس تفاصيل خطاب نتانياهو واتخاذ المواقف منه، لأنه شكل طعنة لعملية السلام في منطقتنا، ففلسطين أرض للعرب والمسلمين والمسيحيين، ونتانياهو يريد إقامة دولة فلسطينية لا سيادة ولا أمن فيها». ودعا الفلسطينيين الى «إقفال ملف الصراع الداخلي ونبذ الخلافات، والاتحاد لبحث مستقبلهم وبحث تداعيات خطاب نتانياهو والعمل لحل القضية الفلسطينية في شكل عادل يعيد الى الفلسطينيين حقوقهم في أرضهم ووطنهم».