وصف ملاك ومسؤولو محال مستلزمات نسائية تأنيث المحال بالتحدي الصعب الذي سيواجه المرأة لإثبات قدرتها على تولي هذه المهمة التي أثارت جدلاً كبيراً في السعودية، مطالبين في الوقت ذاته بإعطاء الموضوع الوقت الكافي من الدرس والتحضير والتدريب. وبرز التحدي الصعب الذي سيواجه المرأة في هذا المجال في لغة التشكيك التي تحدث بها بعض المتعاملين في هذه السوق ل«الحياة» حول قدرة المرأة على احتواء بنات جنسها وتمكّنها من إجادة فنون البيع كنظيرها الرجل. وأكد مسؤول مبيعات أحد أكبر محال الملابس النسائية الداخلية في السعودية (اللانجري) أحمد شيخ ل«الحياة» أن تأنيت المحال ليس بالسهولة التي يتصورها البعض، بداية من تدريب العاملات على أساليب البيع ونوعية المقاس والقماش، وصولاً إلى تغيير واجهات المحال أو إغلاقها، متسائلاً لماذا لا يكون المحل مفتوحاً والعاملات يرتدين لباساً محتشماً حتى يسهل دخول الزوج مع زوجته؟ وعن رأيه في قدرة المرأة على هذه المهمة أضاف: «لدينا فرع نسائي واحد ووجدنا فيه صعوبة كبيرة، إذ تتغير الوجوه باستمرار، فالمرأة لا تكمل سنة كاملة إلا وتتزوج أو تنتقل، وأحياناً تتغيب من دون ذكر السبب وهذه مشكلة بحد ذاتها تربكنا نحن في إيجاد بائعة جديدة، وبحسب وقوفي على إدارة المحال منذ أكثر من خمس سنوات فإن هناك شريحة كبيرة لا تفضل التعامل النسائي، وباختصار الشكاوى لا تنتهي في ذلك الفرع النسائي». وأوضح أنه يعتمد آلية «الزبون السري» الذي تبعث به إدارته لكشف نشاط المحل وكيفية خدمة البائعين، مؤكداً: «لم يصلني تقرير جيد يشيد بقدرة السيدات على هذا العمل، وآخر ما تلقيت من شكاوى تشير إلى أن إحدى العاملات تطلب من الزبونات خدمة أنفسهن». وروى شيخ موقفاً طريفاً صادفه في الفرع النسائي خلال افتتاحه، إذ فوجئ بوجود عاملتين زائدتين عن العدد الفعلي للموظفات، واكتشف بعد التحقق أنهم عاملتان منزليتان تابعتان لاثنتين من موظفاته، وجاءتا بهما للمساعدة في التنظيف والترتيب، مضيفاً: «أدركت حينها أن المرأة السعودية لا تخرج من أجل الوظيفة فقط، بل تريد الخروج من المنزل لا غير». واتفق معه في الرأي مدير أحد محال المستلزمات النسائية عبدالعزيز محمد، مؤكداً أنهم جربوا توظيف النساء سابقاً ووجدوا مشكلات لا حصر لها بين العاملات وزبوناتهن، «واتضح لنا بجلاء أن المبيعات تقل في الأقسام النسائية». أما غيث عزام وهو مدير أحد محال المستلزمات النسائية فأشاد بمضمون الفكرة، معتبراً أنها تبشِّر بمدى الوعي والانفتاح لدى المرأة السعودية، إلا أن هناك مشكلات يجب الالتفات إليها، من أبرزها إمكان تحمل المرأة مشقة العمل في هذا المجال. وأضاف: «برأيي أن العمالة النسائية لا تكفي ولا بد من وجود الرجل بجانبها، ولدينا محال خارج السعودية يتشارك فيها الرجل والمرأة العمل». بدوره، قال رئيس لجنة الأقمشة والملابس الجاهزة في الغرفة التجارية في جدة محمد الشهري: «نحن نساند قرار التأنيث ونشجعه، كونه سيسهم في مشاركة المرأة بالعمل»، مؤكداً سعي اللجنة إلى تأنيث المحال النسائية بنسبة 100 في المئة. وأوضح أن المهلة التي حددت لتأنيث المحال هي نوع من البداية التحفيزية ليس إلا، مؤكداً أن التنفيذ الفعلي سيستغرق سنوات، إذ إن الاستعجال في ذلك يحمل سلبيات كبيرة، ولا بد من التروي ورسم الخطط المناسبة». وعن تشكيك أصحاب المحال في قدرة المرأة على هذا العمل قال الشهري: «قد تحدث مشكلات، وهذا يعود لقلة الثقافة والخبرة التي تدل على أهمية وجود التدريب، وأنا شخصياً أواجه يومياً مشكلات بين النساء، لكننا سنتجاوزها بالتدريب والممارسة». وأشار إلى أن المتقدمات في هذا العمل كثيرات، والكثيرات يحتجن الوظيفة وعلى استعداد للالتزام والتقيد بالأنظمة ولديهن شعور كبير بالمسؤولية، مطالباً في الوقت ذاته بعدم إغلاق المحال التجارية التي لا تطبق هذا القرار وتركها مشرعة أمام العائلات والأفراد، مع تخصيص محال الملابس الداخلية للعائلات فقط، وتوفير فريق أمني نسائي يشدد الحراسة، وخط مواصلات للعاملات.