أمام الاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني الأعزل، وتدمير مقدراته وقتل أبنائه، وأمام صمت المجتمع الدولي والعنجهية الأميركية، نجد من الضروري المضي قدماً نحو دولتنا الفلسطينية لنواجه العالم وأميركا والاحتلال الإسرائيلي. إن ميثاق القانون الدولي ينص على حظر جرائم الإبادة في مادته الثانية: "الإبادة تعني أيّاً من الأفعال التالية، المرتكَبة بهدف التدمير، بصورة كلية أو جزئية، لمجموعات عرقية أو وطنية أو دينية: قتل أفراد المجموعة، التسبب بأذى خطير، سواء كان جسدياً أو نفسياً لأفراد المجموعة، التسبب في خلق ظروف سيئة لحياة المجموعة بحيث تؤدي إلى تدميرها جزئياً أو كليا". وبالطبع، فإن كل هذه النقاط الواردة في الميثاق تُطبق على الشعب الفلسطيني، بل وتمارس عملياً ضده من أكثر منذ ثلاثة وستين عاماً، بل ومنذ قيام دولة إسرائيل، من خلال الممارسات الإجرامية للعصابات الصهيونية، التي أضحت بعد ذلك نواة قيام دولة إسرائيل. إن عدم اعتبار فلسطين عضواً في محكمة العدل الدولية هو ما يمنع تقديم عريضة الاتهام ضد إسرائيل الغاصبة. وهنا نؤكد أهمية الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة تتمتع بعضوية كاملة في الأممالمتحدة. لقد حظيت دولتنا الفلسطينية حتى الآن باعتراف أكثر من 130 دولة، ولم يبق سوى عشر دول تقريباً للحصول على الاعتراف بها من قبل الأممالمتحدة. انه لمن الواجب اليوم والضرورة ان نقف جميعاً من اجل إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة. الدولة التي تشكل لنا الحُلم الفلسطيني الذي يجب ان يتحقق. إن بقاء أي حلم أو تصور أو فكرة أو مشروع على قيد الحياة نابضاً في صدور أصحابه وأفئدتهم، دليلٌ على حيوية هذا الحلم أو المشروع وأهليته للديمومة ومن ثم قابليته للتحقق وجدارته بأن يعاش له ويناضل من أجله، لأنه في آخر المطاف الحلم الأكثر ثورية والأعظم خطورة من كل الأحلام التي يجري النضال الفلسطيني منذ عشرات السنين على أساسها، حلمنا بتحرير كل تراب فلسطين وبتحرير جميع الأسرى. هذه الأحلام التي تبلورت في أهداف، بعضها إستراتيجي وبعضها تكتيكي وبعضها وضع لمرحلة لا حد لمداها وبعضها لمرحلة ذات مدى محدود، كما هي الحال في النضال لانتزاع دولتنا الفلسطينية المستقلة وبناء دولتنا على أساس عصري واستكمال هذا البناء من إنسان واقتصاد وعمران وثقافة وتنمية ومرافق لا بد لها من الاكتمال لأنه في اكتمالها فقط يمكن أن نقول إن مقومات هذه الدولة قد تحققت. تماماً كما ناضلنا من اجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية التي كانت عائقاً أمام مشروعنا الوطني، واليوم نناضل من أجل دولتنا الفلسطينية المستقلة وسنقدم كل الدعم نحن الشباب لقيادتنا الوطنية. وأنا هنا أدعو الجميع للتظاهر والاحتجاج على الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في يوم استقلالها الذي يصادف الرابع من يوليو (تموز). ولكي تعلم أميركا في هذا اليوم بأن كل الشعوب المحتلة لها حق تاريخي وإنساني بأن يكون لها عيد استقلال، ونحن الفلسطينيين نريد حقنا في استقلالنا وإقامة دولتنا.