أفرجت الشرطة البريطانية بكفالة عن ألطاف حسين، زعيم الحركة القومية المتحدة الباكستانية في المنفى، الذي أثار خبر اعتقاله في لندن الثلثاء الماضي بتهمة تبييض أموال، موجة احتجاجات عنيفة في كراتشي، حيث معقل حزبه الذي يمثل «المهاجرين»، وهم الهنود المسلمون الذين قدموا من الهند بعد تقسيم المستعمرة البريطانية السابقة عام 1947. وأفادت الشرطة بأن حسين البالغ 60 من العمر «أطلق بكفالة لغاية تاريخ محدد في تموز (يوليو) المقبل، في انتظار مزيد من التحقيقات»، فيما أبدى حسين ثقته الكاملة بالنظام القضائي البريطاني، مؤكداً نيته «مواصلة قول الحقيقة حتى آخر نفس». وفور إعلان النبأ أنهى آلاف من مؤيدي حسين في كراتشي احتجاجات أطلقوها بعد توقيفه، ورقص بعضهم ووزعوا حلوى، علماً بأن حال فوضى سادت كراتشي لدى ورود نبأ توقيفه الثلثاء، حين غادر السكان أماكن عملهم وهرعوا إلى المتاجر لتخزين مواد غذائية تحسباً من إضراب طويل أو تزايد أعمال العنف اليومية التي تشهدها المدينة أصلاً. وأحرق محتجون غاضبون باصات وسيارات ودراجات مستخدمة لنقل ركاب. وأغلقت بريطانيا قنصليتها «موقتاً»، بينما استنفرت الشرطة عناصرها. على صعيد آخر، علقت الحكومة بث أكبر شبكة «جيو نيوز» التلفزيونية الإخبارية الأكبر في البلاد لمدة 15 يوماً وألزمتها دفع غرامة قيمتها عشرة ملايين روبية (نحو 75 ألف يورو)، بعدما اتهمت الشبكة أجهزة الاستخبارات العسكرية النافذة بأنها حاولت اغتيال أحد صحافييها البارزين حميد مير في كراتشي في نيسان (أبريل) الماضي. ويشكل القرار بحسب مراقبين، صفعة لحرية التعبير في البلد، والدليل على رفض الجيش القوي قبول الانتقاد.