فيما نشر جهاز الأمن الداخلي، الذي تديره حركة «حماس» في قطاع غزة، أمس شريط فيديو قصير حول تفاصيل استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله ومدير الاستخبارات ماجد فرج منتصف الشهر، ربطت مصادر فلسطينية بارزة منفذي العملية، بمحاولة اغتيال المدير العام لقوى الأمن الداخلي في القطاع توفيق أبو نعيم، وهو الحادث الذي وقع أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولم تنجح الأجهزة الأمنية في الوصول إلى الجناة. وكانت الأجهزة الأمنية قتلت قبل أسبوع المتهم الرئيس في تفجير الموكب أنس أبو خوصة، ومساعده عبد الهادي الأشهب واعتقلت آخر. وكشفت المصادر ل «الحياة» إن «الأجهزة الأمنية توصلت من خلال التحقيقات في محاولة اغتيال الحمد الله وفرج أن أفراد المجموعة التي زرعت عبوتين ناسفتين مصنوعتين من البلاستيك على الطريق الذي سلكه الموكب هم أنفسهم، الذين حاولوا اغتيال أبو نعيم». وأشارت إلى أن «الأجهزة الأمنية توصلت إلى المواد المتفجرة والأدوات المستخدمة في العمليتين ومصادرها، والمنفذين، ولم يتبق سوى معرفة دوافعهم والجهة التي طلبت منهم تنفيذها». وأفادت المصادر بأن «حماس» ودوائرها الأمنية «وضعت أربع جهات في دائرة الاشتباه، أولها أفراد أو جهات داخل الحركة نفسها، والثانية إسرائيلي، والثالثة السلطة الفلسطينية، والرابعة تنظيم داعش». وأوضحت أن «التحقيقات المكثفة التي جرت تحت إشراف ومتابعة دقيقة من رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار، ومسؤول رفيع جداً في كتائب القسام الذراع العسكرية للحركة، وأبو نعيم، عدم ضلوع أي جهة أو أفراد من حماس». وزادت إن «أفراد المجموعة لا ينتمون لأي تنظيم وغير معروفين للأجهزة الأمنية من قبل، لكنهم يعتنقون فكراً سلفياً متشدداً (يستلهمون فكر داعش وأساليبه)». ولفتت إلى أنه «تم توقيف أكثر من 30 مشتبهاً، أُطلق معظمهم، ولم يتبق سوى عشرة منهم قيد التحقيق، وأُعلن عن سبعة مطلوبين آخرين». وأوضحت أن «أجهزة الأمن عثرت في منزل أبو خوصة وشقق سكنية أخرى اختبأ فيها على سيارة مفخخة وحزام ناسف وكميات من المتفجرات نفسها التي استخدمت في صنع العبوتين الناسفتين، كما عثرت على أغلفة بطاقات هواتف جوالة المستخدمة في التفجير». ونشر جهاز الأمن الداخلي في غزة، أمس شريط فيديو حول عملية تفجير موكب الحمد الله وفرج. وأظهر الفيديو، البالغة مدته 12 ثانية فقط، الذي التقطته كاميرات مراقبة زرعتها الأجهزة الأمنية في مختلف مناطق القطاع، شخصين يستقلان دراجة نارية، وكذلك أحزمة ناسفة وأشخاص يطلقون النار. ويظهر خلال اللقطات شخص يُعتقد أنه المتهم الرئيس أنس عبد المالك أبو خوصة. وقال الأمن الداخلي إن «للحديث بقية .. ترقبونا» في إشارة إلى تفاصيل جديدة يتوقع نشرها بعد انتهاء مسيرة العودة الكبرى.