انتهى الموسم، وتقسمت كعكة البطولات بين الأندية، وكلٌ أخذ حصته التي استحقها عن جدارة، فظفر «الزعيم» بنصفها للمرة الثانية على التوالي، بينما اقتسم الأهلي والشباب النصف الآخر. وبقى آخرون يقلبون أنظارهم في الفائزين ويبحثون عن مخارج تنجيهم من غضبة جماهيرهم التي أخذت من الوعود أعسلها ومن الأحلام ما حلق بها إلى السماء، وبقيت تنتظر تحقيق أي شيء لكنها خرجت بلا شيء. الهلاليون الذين لم تعد تغنيهم بطولتان كل موسم استنفروا باكراً وقرروا تغيير جلد الفريق وتجديد الدماء فيه عناصرياً وإدارياً والبحث عن أجانب جدد ومدربين للفريق الأول والأولمبي على مستوى الطموح، والتطلع نحو مزيد من الألقاب، ومثله فعل الشباب الذي كان هو الآخر حريصاً على أن يكون بطلاً لإحدى المسابقات الكبرى وليست كأس فيصل فقط لأن ملامح ذلك بدت في تعاقدات الشباب الموفقة على مستوى الأسماء وبقي أن نرى ذلك على أرض الواقع عند بدء المنافسات القادمة. الاتحاد الذي خرج من الموسم بدور الثمانية الآسيوي لم يجد غير الهلال يحتفل بالفوز عليه مرتين والبلوي ليشغل به الجماهير ويحمل الهلال وزر إبعاده عن الوسط الرياضي، وقد نجح فيهما بامتياز فلا حديث للاتحاديين سوى هذين الموضوعين وبقي الاستعداد للموسم المقبل مرهون بمعرفة أسباب انسحاب البلوي من الترشيح لرئاسة النادي الذي أضاع بدوره صفقة النجعي الاتفاقي التي فجر مفاجأتها البلوي دون علم اللاعب نفسه أو الإدارة الاتفاقية. ومثل الاتحاد كان النصر فهو مشغول جداً ببطولة خروج رادوي نهائياً إلى العين الإماراتي مع إشغال التفكير عن أي إخفاق أو استعداد للموسم المقبل بمستحقات ماجد (له شيء وإلا ماله) فهم بين رد صحفي أو لقاء فضائي حتى انقسم الجميع إلى قسمين مع وضد وبقي الوضع الفني كما هو فلا مدرب ولا لاعبين. ما يحدث الآن سيلقي بظلاله على وضع أي فريق عند بدء المسابقات المحلية وعودة الروح للملاعب الرياضية، خصوصاً أن المدة التي تفصل بين الموسمين قليلة ويجب تجاوز أي خلافات في الرأي وتقديم صور مغايرة عمّا تم تقديمه فيما سبق وإلا فلن تذهب البطولات إلا لأصحابها المعروفين سلفاً، ولن يصدق أحدٌ أن السبب ضعف المنافسين وتراجع مستوى الدوري بل ضعف القائمين على الأندية الذين انشغلوا عنها وأشغلوا الجماهير بأحداث جانبية غايتها تغطية الفشل في الإدارة وعملها الذي ما لبث يراوح مكانه منذ سنين. [email protected]