بعد ساعات على مقتل العشرات نتيجة حريق شبّ في مركز تجاري في مدينة كيميروفو الروسية غرب سيبيريا، كشف محققون أن حارس أمن أطفأ أجهزة الإنذار فيما كانت مخارج الطوارئ مقفلة. وأعلنت السلطات بدء فحص شامل لقواعد الأمان في المراكز التجارية في البلاد. وقُتل 64 شخصاً، بينهم 9 أطفال، كما أن 6 أشخاص لا يزالون تحت الأنقاض، ونُقل أكثر من 100 شخص إلى مستشفيات، بعضهم في حال خطرة، نتيجة حريق ضخم اندلع في صالة لعب للأطفال في الطابق الثالث في المركز التجاري، قبل أن ينتشر إلى قاعات سينما، ويغطي مساحة 1500 متر مربع ويدمّر سقف المبنى. وأكد ناجون من الحريق أن أنظمة التحذير من الحريق لم تعمل، وأنهم خرجوا من المبنى بعدما شاهدوا الفارين من منطقة الحريق، وبدأوا يشمّون رائحة الدخان، فيما طالب الادعاء العام بفحص شامل لقواعد السلامة وأنظمة صافرات الحرائق، في كل المراكز التجارية المحتوية على صالات ترفيه في روسيا. وأعلنت لجنة تحقيق فتح تحقيق جنائي، فيما أوقف 4 أشخاص، بينهم مستأجر الطابق الذي اندلع فيه الحريق، ومدير الشركة التي تدير المركز التجاري. وأكدت اللجنة التي تحقق في جرائم كبرى، ارتكاب انتهاكات خطرة ومتعددة في تشييد مجمّع التسوق. وأشارت الى فتح تحقيق في شأن «انتهاك لقواعد السلامة». وقالت مندوبة حقوق الطفل لدى الكرملين آنا كوزنيتسوفا، إن «الإهمال هو سبب الحريق»، وتابعت: «المعايير محددة لكن طريقة تقيّدنا بها هي السبب الكارثي لكل المآسي التي نراها الآن». وأشارت إلى «مراكز تجارية مشابهة موجودة في كل المناطق تقريباً»، وزادت: «هذه المأساة يجب أن تكون إشارة ملحة إلى ضرورة التحقق من أنظمة السلامة فيها». وتمكّنت فرق الإنقاذ من إجلاء حوالى 120 شخصاً. وذكرت وزيرة الصحة فيرونيكا سكفورتسوفا أن صبياً عمره 11 سنة وشابة عمرها 18 سنة قفزا من الطابق الثالث هرباً من ألسنة اللهب، يُعالجان في مستشفى وهما في حال خطرة. وتطوّع مئات للتبرع بالدم من اجل الضحايا. وأعلنت السلطات في مدينة كيميروفو إخماد الحريق والسيطرة على النيران بعد أكثر من 16 ساعة على اندلاعه، بعدما دمّر الحريق اكثر من 1000 متر مربع من المركز التجاري، فيما انهار بالكامل تقريباً سقف المركز التجاري، مغطيا 1500 متر مربع من الأنقاض. وقدرت الخسائر المادية بأكثر من 50 مليون دولار أميركي. وأوردت وسائل إعلام روسية أن الحريق يُعدّ الثاني من حيث الخسائر البشرية، منذ العام 2000، مذكّرة بأن أضخم حريق في ناد في مدينة بيرم شرق روسيا أدى إلى مقتل 156 روسياً عام 2009. ويرتاد معظم الروس المراكز التجارية الضخمة، التي شُيِد بعضها في العهد السوفياتي، في فصل الشتاء نظراً إلى برودة الطقس وعدم القدرة على الخروج إلى الشوارع والحدائق أو تنظيم رحلات في الطبيعة.