نقلت وزيرة الدولة الاسبانية للتعاون الدولي ثريا رودريغيز راموس الى المسؤولين اللبنانيين أمل بلادها بأن «تتمكن الحكومة اللبنانية، بعد ان تنال الثقة، من اطلاق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يحتاج اليها لبنان»، مؤكدة في الوقت نفسه «ان الحكومة الاسبانية تتوقع من الحكومة الجديدة ان تحترم كل التزاماتها الدولية وبشكل خاص القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن». ونقلت عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «التزام حكومته الكامل القرارات الدولية». واستهلت الوزيرة الاسبانية، يرافقها سفير اسبانيا خوان كارلوس غافو، لقاءاتها بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا الذي أثنى، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي على دور اسبانيا في لبنان والوقوف الى جانبه في شتى الميادين ومساعدته بدءاً من مشاركتها في القوات الدولية العاملة في الجنوب وقيادتها الراهنة لهذه القوات وصولاً الى التعاون الثنائي في كل المجالات. واشار الى «أن اسبانيا، وعلى رغم الازمة المالية والاقتصادية العالمية، لم تتوقف عن مساعدة لبنان»، معرباً عن ثقته ب»استمرار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون»، ومتمنياً أن «تؤدي دوراً كما في السابق في موضوع السلام في الشرق الاوسط بما يضمن التوصل الى سلام شامل ودائم وعادل جوهره الاعتراف بحقوق الفلسطينيين وفي طليعتها حق العودة الى ارضهم وارزاقهم». ونقلت راموس، بحسب البيان، «تحيات العاهل الاسباني خوان كارلوس ورئيس الحكومة لويس ثاباتيرو الى الرئيس سليمان، مبدية ارتياح بلادها الى الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية للتوصل الى تشكيل الحكومة الجديدة وأملها بأن تنطلق عجلة العمل بعد نيل هذه الحكومة ثقة المجلس النيابي». وابلغت الرئيس سليمان «عزم بلادها على افتتاح مكتب اسباني للتعاون الثنائي على رغم الازمة الاقتصادية التي تشهدها بلادها»، لافتة الى أن «السنة المقبلة ستشهد تعاوناً ثنائياً على المستوى الدولي من خلال رئاسة اسبانيا لوكالة «اونروا» وتولي لبنان نيابة الرئاسة». وأوضحت ان بلادها «تساهم مساهمة فاعلة في موضوع السلام في الشرق الاوسط من خلال تأييدها موضوع قيام الدولة الفلسطينية التي لها الحق في أن تعيش بأمان واستقرار». وزارت راموس الرئيس ميقاتي، في السراي الكبيرة، فأكد «أن الزيارة تظهر اهتمام اسبانيا بلبنان لا سيما ان مدريد كانت في طليعة العواصم الاوروبية التي رحبت بتشكيل الحكومة اللبنانية». وشكر ميقاتي، بحسب بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، إسبانيا «على تعاونها مع لبنان ضمن قوات يونيفيل». وأكد أن الحكومة «ستعمل فور نيلها الثقة على ايجاد أطر متحركة للتعاون مع اسبانيا من جهة ودول الاتحاد الاوروبي من جهة ثانية». واشارت راموس بعد اللقاء الى ان الحكومة الاسبانية «سبق أن عبّرت عن ارتياحها الى تشكيل الحكومة الجديدة كما قامت بهذا الامر الممثلة العليا للمفوضية الاوروبية كاثرين اشتون، ورحبا بالسلوك الحواري البناء الذي قام به رئيسا الجمهورية والحكومة للتوصل في نهاية المطاف الى تشكيل الحكومة الجديدة». وقالت: «اسبانيا دولة صديقة للبنان وأثبتت ذلك في كل الظروف الصعبة، وتجدد تأكيد إلتزاماتها تجاه لبنان، وستعمل في المستقبل على الحفاظ عليها والمضي بها قدما لا سيما من الناحية الاقتصادية. وفي هذا السياق فإن مشاريع التعاون التي نفذتها اسبانيا في لبنان وصلت قيمتها في السنوات الاخيرة الى أكثر من 30 مليون يورو. ونتطلع الى تشكيل لجنة مشتركة للنظر في مشاريع التعاون على الصعد كافة لا سيما الاقتصادية منها». كما أكدت التطلع «الى تعزيز العلاقات الاقتصادية ومشاريع التعاون مع لبنان ودعم الحكومة اللبنانية في الاصلاحات الادارية وفي عملية التنمية الاقتصادية وزيادة الانتاجية، والتزام اسبانيا بالحفاظ على السلام». السفير الفرنسي والتقى ميقاتي السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون الذي سلّمه «رسالة تهنئة وجهها اليه نظيره الفرنسي فرنسوا فيون». وقال بييتون: «تحدثنا عن استكمال التعاون الفرنسي - اللبناني وتطويره لمصلحة تعزيز الدولة اللبنانية، وهو تعاون يستند الى عمق الروابط بين شعبينا. ولاحظنا المكانة التي أعطاها الرئيس ميقاتي، في تصريحه بتاريخ 14 حزيران، لموضوع احترام السلطات اللبنانية التزاماتها الدولية، وعبرّت له عن دعم فرنسا الكامل على هذا الصعيد، كما نقلت له دعم فرنسا إزاء التحديات الداخلية والإقليمية والدولية التي يواجهها لبنان». وأشار الى ان البحث تطرق الى «موضوع البيان الوزاري للحكومة اللبنانية وعرض لنا الرئيس ميقاتي تصوره في هذا المجال».