أطلع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة نجيب ميقاتي أمس في القصر الجمهوري، رئيس الجمهورية ميشال سليمان على أجواء المشاورات التي أجراها مع الكتل النيابية حول شكل الحكومة. وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي في قصر بعبدا انه جرى التداول «في موضوع تشكيل حكومة تواجه التحديات المطروحة والمتطلبات الحياتية والاجتماعية والإدارية، الى جانب الحفاظ على الوحدة الوطنية والمناخ الديموقراطي الذي يتميز به لبنان والذي أثبت تعلقه به عند كل استحقاق يواجهه». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قريب من ميقاتي انه أطلع سليمان على «تصور أولي للحكومة المقبلة التي يرجح أن تكون «سياسية مطعمة بتكنوقراط». واستمر اللقاء نحو ساعة خرج بعدها ميقاتي من دون الإدلاء بتصريح. وقال المصدر رافضاً الكشف عن هويته إن «الاتجاه الغالب هو أن تضم الحكومة بين 24 الى ثلاثين وزيراً»، على أن تكون «سياسية مطعمة بتكنوقراط». وأوضح أن ميقاتي وضع سليمان في صورة «تصور أولي» للتركيبة الحكومية «مع بعض الأسماء». لقاءات ديبلوماسية واقتصادية وواصل الرئيس المكلف أمس لقاء أعضاء في السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي، والتقى السفير الإسباني خوان كارلوس غافو الذي قال بعد اللقاء: «ناقشت مع الرئيس المكلف أموراً عدة تتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية والمسائل الكبرى المطروحة على الساحة الداخلية والتطلعات الدولية. وسمعت من الرئيس ميقاتي نية جدية في الحوار والتفاهم من أجل تأليف حكومة تضم مختلف القوى السياسية في لبنان، كما سمعت منه أيضاً تأكيداً لالتزام لبنان بالتفاهمات والقرارات الدولية، وأن البيان الوزاري سيكون منفتحاً على كل المصالح الدولية». وأضاف: «نعلق آمالاً على جهود الرئيس المكلف في الحوار والتفاهم والحفاظ على الالتزامات الدولية، ونأمل أن تؤدي عملية التأليف الى تشكيل حكومة متجانسة تضم كل القوى السياسية». واستقبل وفداً من الهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير في حكومة تصريف الأعمال عدنان القصار الذي قال: «نقلنا له تهنئة الهيئات الاقتصادية له بالتكليف، وفي الوقت نفسه أكدنا ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات». وأوضح أنه أكد له «استعداد الهيئات الاقتصادية أن تكون دائماً الى جانب الحكومة لمساعدتها وتقديم الاقتراحات في أي وقت». وقال قصار في تصريح آخر إن ميقاتي «استمع الى وجهة نظر الهيئات في كيفية تشكيل الحكومة الجديدة وأطلع الهيئات على تصوره للمرحلة المقبلة، وأن الهيئات تمنت للرئيس المكلف التوفيق في الإسراع في تشكيل حكومة تحقق أماني اللبنانيين في إنقاذ البلاد على كل الصعد وتعيد اللحمة بين اللبنانيين وتضم كفاءات وطاقات قادرة على العمل والإنتاج ومعالجة مكامن الضعف في النمو الاقتصادي وتطبيق الإصلاحات المؤسساتية بما يطمئن المستثمرين في الداخل والخارج ويوفر فرصاً ملائمة للاستثمار». وأوضح أن الهيئات «طالبت انطلاقاً من الأوضاع الصعبة التي تعاني منها البلاد بأن تعطي الحكومة الأولوية في اهتماماتها للوضعين الاقتصادي والاجتماعي، وأعربنا عن الاستعداد للتعاون بكل ما من شأنه مساعدة الاقتصاد الوطني على تجاوز الصعوبات والنهوض مجدداً». وتمنى القصار باسم الهيئات الاقتصادية «على القيادات السياسية تسهيل مهمة ميقاتي للإسراع في تشكيل الحكومة لبدء مرحلة جديدة من العمل والخروج من مرحلة الجمود التي شهدتها البلاد». «راغب بمحاورة المجتمع الدولي» والتقى ميقاتي عصراً السفير الإيطالي لدى لبنان جيوسبي مورابيتو الذي نقل عن ميقاتي «رغبته في الحوار مع المجتمع الدولي»، وقالالسفير الايطالي في تصريح: «ان ليس لايطاليا اجندة خاصة بلبنان ولكن الاساس لنا احترام الالتزامات الدولية كي لا يصبح لبنان دولة يمر عبرها الاخرون». ثم التقى سفيرة بريطانيا فجمعية «تجار بيروت». وكانت سفيرة الاتحاد الأوروبي انجلينا أغورست التي التقاها ميقاتي مساء أول من امس، أكدت أنها أجرت «نقاشاً صريحاً ومنفتحاً وقصيراً». أما السفير السعودي علي عسيري الذي رافقه الى اللقاء القائم بأعمال السفارة عبدالله الزهراني، فاستوضح منه ميقاتي عن بيان المملكة الذي يدعو الرعايا السعوديين الى توخي الحذر بالمجيء الى لبنان، وذكر بيان لمكتب ميقاتي أن عسيري أبلغه «أن هذا البيان كان مرتبطاً بالأوضاع اللبنانية في حينه، أما وقد هدأت الأوضاع فلم يعد هذا التحذير قائماً». واكتفى عسيري بالتصريح بعد اللقاء: «ما أود تأكيده في هذا الوقت هو حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على أمن لبنان واستقراره وسيادته. واستمعت من دولة الرئيس الى ما لديه وسأنقله الى القيادة السعودية، وسيبقى التواصل في ما بيننا، إن شاء الله». ووصف السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون بعد لقائه ميقاتي يرافقه المستشار الأول في السفارة ديدييه شابير، الرئيس المكلف بأنه «شخصية معروفة من قبلنا، اطلعنا على تصوره حول الحكومة الجديدة ما سمح لنا بتبادل النقاش بصراحة وبصورة مباشرة». ورفض بييتون التعليق على مسار التطورات «كي لا تتعقد الأمور أكثر»، لكنه قال: «ما نتمناه هو احترام العدالة الدولية ولكن في الوقت نفسه نتمنى أيضاً السلام والاستقرار للبنان ونأمل التوفيق بين الأمرين من خلال الحوار».