قد تظهر أحياناً طلاوة بيضاء في جوف الفم، يتم التعامل معها في معظم الأحيان على أنها شيء عادي لا خطر من وجوده، وهذا خطأ لأن الطلاوة قد تكون مقدمة لنشوء السرطان في ما بعد، ولهذا يطلق عليها في الأوساط الطبية آفة ما قبل السرطان. وتعتبر الطلاوة البيضاء في الفم من أشهر الآفات ما قبل السرطانية، وتشاهد عند الرجال الكبار في السن أكثر من غيرهم. وهناك عوامل عدة متورطة في نشوئها، مثل التهيج المتكرر من إحدى الأسنان أو من طقم الأسنان الصناعي، والتدخين وإدمان الكحوليات، وجفاف الفم الناتج عن أمراض الغدد اللعابية، والأدوية المضادة للكولين، والتعرض للإشعاع، ونقص الحديد، ومرض الزهري في الطور الثالث. وتتظاهر الطلاوة البيضاء سريرياً إما على شكل رقعة بيضاء صغيرة واضحة الحواف، وأما على شكل آفة كبيرة تشمل مناطق واسعة من الغشاء المخاطي للفم، وقد يكون سطح الآفة ناعماً أو مجعداً يحتوي على شقوق واضحة للعيان. وقد يشاهد وجود صلابة أو تعقد في الطلاوة البيضاء، وفي هذه الحال يجب النظر إلى الطلاوة بعين الشبهة لأنها قد تكون في طريقها إلى التسرطن. إن معدل حدوث التغيرات الخبيثة في الطلاوة البيضاء يرتفع مع تقدم عمر الآفة. كما أن لموقع الطلاوة أهمية في التحول الخبيث، فقاع الفم هو الأكثر تعرضاً للخطر، إذ أن 43 في المئة من حالات الطلاوة في هذا الموقع تظهر درجات متباينة من التبدلات المشبوهة. أما اللسان والشفة فيحلان في الدرجة الثانية من حيث الخطورة، من هنا على كل شخص يشاهد الطلاوة البيضاء في الفم أن يستشير الطبيب لفحصها ملياً بالعين المجردة، وربما قد يتطلب الأمر إجراء الخزعة لنفي خباثة الطلاوة أو تأكيدها.