موسكو – «الحياة»، رويترز - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال افتتاحه مؤتمر منظمة «شنغهاي» للتعاون الخاص بأفغانستان في موسكو أمس، أن اللقاء يهدف إلى تعزيز فاعلية التعاون الدولي لدعم جهود السلطات الأفغانية في مكافحة خطر الإرهاب والمخدرات. وقال: «تتخذ إجراءات كثيرة لدعم الحكومة الأفغانية، ونود الاتفاق على تنسيق أكبر في هذه القضية»، مشيراً الى إن منظمة «شنغهاي» قدمت اقتراحاً إلى المجتمعين لإنشاء حزام أمني ومالي حول أفغانستان، من أجل تسهيل محاصرة تدفق المخدرات وتمويل الإرهاب. وأضاف أن «تهريب المخدرات من أفغانستان بات خطراً يهدد أمن بلدان آسيا الوسطى وروسيا»، معتبراً الجهود التي تبذل لمكافحة هذا الخطر «غير كافية»، داعياً الى التعامل مع المشكلة عبر رزمة حلول متكاملة «تشمل قمع الإرهابيين وتجار المخدرات بالقوة، مع اعتماد برنامج تعاون واسع في المجالين الاجتماعي والاقتصادي. وفيما حضرت ايران المؤتمر الى جانب الولاياتالمتحدة وتركيا والأممالمتحدة والمفوضية الأوروبية للأمن والتعاون، اضافة إلى الدول الاعضاء في منظمة «شنغهاي»، وهي: روسيا والصين وأوزبكستان وطاجكستان وكازخستان وقرغيزستان، صرح نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي أخوندزادة بأن «الوقت حان للانتقال من الأقوال إلى الأفعال في التعامل مع المشاكل الخاصة بأفغانستان»، معتبراً أن مؤتمر موسكو «يشكل فرصة جيدة لاتخاذ خطوات عملية في مسائل تقلق المجتمع الدولي، وفي مقدمها الإرهاب والمخدرات». وزاد أن «منظمة شنغهاي تستطيع الاضطلاع بدور محوري بالتعاون مع الأممالمتحدة التي يجب أن تتحول إلى راع أساسي للعمل في هذا الإتجاه». وأعلن مسؤول اميركي كبير رفض كشف اسمه ان الولاياتالمتحدةوايران يمكن ان تتعاونا مستقبلاً في ملف افغانستان. وقال: «ايران دولة مهمة في ما يتعلق بأفغانستان، ونرى ان مشاركتها الفاعلة في هذا الملف ستشكل عهداً مهماً يتعلق بمستقبلها». وترتبط ايران بعلاقات وثيقة مع جارتها افغانستان، لكنها تعارض نظام حركة «طالبان» السني الاصولي. وكانت طهرانوواشنطن تعاونتا حول افغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، اذ قدمت ايران معلومات وساعدت مجموعات مناهضة ل «طالبان». وتأمل موسكو وحلفاؤها من البلدان الأعضاء في منظمة «شنغهاي» بتحويل المؤتمر الخاص بأفغانستان إلى نقطة انطلاق لتوسيع دورها وحضورها في المسائل الخاصة بالملف الأفغاني. لكن مراقبين شككوا في إمكان نجاح المؤتمر، في ظل توجه الأنظار حالياً الى المؤتمر الخاص بأفغانستان المقرر في لاهاي الثلثاء المقبل في حضور كل الأطراف المعنية، وبينها روسيا. ويرى مراقبون في موسكو أن الأطراف الغربية ستسعى الى انجاح مؤتمر لاهاي، وتفويت الفرصة على الروس لاظهار تعزيزهم تأثيرهم ونفوذهم في هذا الملف. على صعيد آخر، أعلن مسؤول كبير في الادارة الاميركية رفض كشف اسمه ان بلاده تعتقد بأنه يمكن مراجعة قرار اغلاق قاعدتها الجوية في قرغيزستان، والتي تعتبر الاخيرة لها في آسيا الوسطى، لكن بشكيك اكدت انها لن تتراجع عن قرار اغلاق القاعدة. وتضطلع قاعدة ماناس بدور مهم في امداد قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان، ويمثل اغلاقها تحدياً لخطط الرئيس الاميركي باراك أوباما لارسال قوات اضافية الى البلاد من اجل قتال «طالبان». وقال المسؤول الاميركي على هامش مؤتمر منظمة «شنغهاي» ايضاً: «ما زالت واشنطن تتحدث الى حكومة قرغيزستان في شأن مستقبل القاعدة». وأضاف: «لقد وجهوا لنا اشعاراً بأنهم يريدون اغلاق القاعدة، لكن القصة لم تنته بعد، ويمكن التوصل الى اتفاق جديد، علماً ان الولاياتالمتحدة تملك خيارات أخرى أيضاً، اذ لا تعتبر ان اغلاقها يضر في شكل خطر بقدراتها على امداد قواتها في أفغانستان». وردت قرغيزستان التي قررت الشهر الماضي اغلاق القاعدة في مقابل الحصول على مساعدات قروض من روسيا بقيمة بليوني دولار بأن وضعها لم يتغير، وانها لن تناقش احتمال عودة الولاياتالمتحدة الى قاعدة ماناس. وقال الناطق باسم الرئيس القيرغيزي كرمان بك باقييف: «اتخذنا قراراً نهائياً في شأن هذه القضية. لن يستمر وجود قاعدة ماناس الجوية في بشكيك»، فيما أكد وزير الخارجية قادر بيك سارباييف في موسكو ان اي محادثات لم تجرِ في هذا الشأن مع الولاياتالمتحدة. ونفى الكرملين ممارسته ضغوطاً على قرغيزستان من اجل اتخاذ القرار .