دخلت شركة بترورابغ أخيراً في مرحلة التشغيل الكامل لجميع وحدات المشروع بما فيها مصفاة النفط ومعامل البتروكيماويات البالغة قيمتها 10.3 بليون دولار، وبدأت العمل في فترة التجريب النهائية المقررة والتي تتراوح بين شهر و6 أشهر. وأشارت مصادر ل «الحياة» الى أن التشغيل الجزئي للوحدات انتهى، وان مصفاة النفط ومعامل البتروكيماويات بدأت الإنتاج والبيع على زبائن الشركة. وأضافت أنه سيتم خلال فترة التجريب الجارية تشغيل المشروع كاملاً بطاقته الإنتاجية الكاملة للتأكد من سلامة المشروع من ناحية التصنيع والإنتاجية، وأن تكون مطابقة للمواصفات، مشيرة إلى أن تسليم الإنتاج وفق العقود الموقعة بدأ تدريجياً منذ بداية العام بخاصة في ما يتعلق ببعض المنتجات من البتروكيماويات. إلى ذلك، قالت مصادر صناعية أمس ان السعودية ستبدأ في إنتاج البنزين من «بترورابغ» بكميات في تموز (يوليو) وستبلغ الطاقة الانتاجية لبترورابغ - مشروع التصدير المشترك بين شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية - 60 ألف برميل يومياً من بنزين بدرجة أوكتان مرتفعة سيتم تحويله من زيت الوقود. وقال مصدر مطلع على المشروع في منطقة الخليج: «بلغنا من بترورابغ أن انتاج البنزين سيبدأ في يوليو». وبدأت بترورابغ التشغيل الجزئي لمنشأتها في الربع الأخير من عام 2008. واوضح تجار ان السعودية وهي أكبر مصدر للنفط في العالم عادة ما تستورد في الشهر الواحد من 60 إلى 70 ألف برميل يومياً. وقال أحد التجار بمنطقة الشرق الاوسط: «سيخصص معظم البنزين المنتج من رابغ للسوق المحلية، ولذلك نراقب الأمر لمعرفة ما اذا كانت السعودية ستخفض من وارداتها». واضاف: «من المنطقي أن يكون هذا هو الحال لكننا لا ندري ما اذا كانت الشركة ستعمل بكامل طاقتها عند بدء الانتاج في يوليو». وقالت شركة بي.اف.سي انرجي للاستشارات ان من المتوقع أن تنخفض واردات المملكة من البنزين بنحو 15 ألف برميل يومياً هذا العام. وقال راجا كيوان من «بي.اف.سي انرجي»: «كان معدل الانخفاض سيصبح أعلى بكثير لولا استيراد كميات كبيرة للغاية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2009 بسبب إجراء عمليات الصيانة في المصافي». وكشف تجار ان السعودية العضو في منظمة أوبك رفعت وارداتها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب الإغلاق غير المخطط له لوحدة التكسير الهيدروجيني التي تنتج 44 ألف برميل يومياً بمصفاة رأس تنورة أكبر مصافي التكرير وبسبب إجراء عمليات الصيانة المقررة بمصفاة الرياض التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 120 ألف برميل يومياً. وقال تجار ان السعودية استوردت نحو 80 ألف برميل يومياً من البنزين في أيار (مايو) وهو ما يماثل المستويات المسجلة في الشهر السابق. وقال كيوان ان الطلب على البنزين في المملكة ارتفع إلى أعلى مستوياته على الإطلاق مسجلاً نحو 400 ألف برميل يومياً في نيسان (ابريل) بزيادة بنسبة 6 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. ومن المرجح أن يتسبب تعزيز إنتاج البنزين في الحد من متطلبات الواردات في المملكة. وقال كيوان: «تضاؤل فرص التصدير الى السعودية سيتسبب في انكماش هوامش الأرباح لدى هؤلاء الذين كانوا يعتمدون على الشرق الأوسط لتعويض انخفاض الطلب في الولاياتالمتحدة».