تمسك الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، بالمبادرة التي كان طرحها أمام مجلس الأمن قبل نحو شهر، والتي تقترح عقد مؤتمر دولي للسلام، وتشكيل آلية دولية لرعاية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في وقت خير عباس حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، بين «تسليم كل شيء»، أو «تحمل عواقب فشل المصالحة». واستقبل عباس في رام الله أمس نظيره البلغاري رومن راديف، في أول زيارة له إلى الأراضي الفلسطينية، حيث عُقدت جلسة محادثات بين الرئيسين ركزت على العلاقات الثنائية وتطورات القضية الفلسطينية، قبل أن يُعقد مؤتمر صحافي مشترك، جدد فيه الرئيس الفلسطيني، التأكيد على الدعوة إلى «عقد مؤتمر دولي للسلام منتصف العام، وقبول فلسطين عضواً كاملاً في الأممالمتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لمساعدة الجانبين للتوصل إلى اتفاق سلام على أساس الشرعية الدولية». وشدد على أن الجانب الفلسطيني «لم يرفض يوماً المفاوضات، ومستعد للذهاب لها دائماً»، لكنه أكد في المقابل على «رفض أي حلول تكون خارج إطار الشرعية الدولية»، وقال: «ما نريده هو حل الدولتين، دولة فلسطين مستقلة ذات السيادة على حدود 1967، عاصمتها القدسالشرقية، تكون مفتوحة لأتباع الديانات لتمارس طقوسها بحرية، وتعيش في أمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل». وتطرق عباس إلى التوتر الذي جرى بين السلطة و «حماس» على خلفية استهداف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ومدير الاستخبارات ماجد فرج الأسبوع الماضي. وأكد أن على «حماس» «تسليم كل شيء لحكومة الوفاق، وأولها الأمن وفي شكل فوري، وهذا متفق عليه بيننا وبينهم وبرعاية مصرية، لكنهم لا يطبقون ذلك. وبعد ذلك سنتحمل المسؤولية كاملة عن غزة، وإلا ستتحمل (حماس) عواقب إفشال الجهود المصرية، الساعية إلى إنهاء الانقسام». وأضاف: «لن نتخلى عن شعبنا في غزة فهم أهلنا، وأكدنا للدول المانحة التي اجتمعت في بروكسيل أخيراً، ضرورة دعم المشروعات في القطاع»، قبل أن يقدم الشكر للدول التي «التزمت تمويل مشاريع، أهمها محطة تحلية المياه بأكثر من 500 مليون دولار». كما ثمّن مواقف الاتحاد الأوروبي «الصادقة، وقراراته الواضحة حول عملية السلام». وأكد الرئيس البلغاري، عمق العلاقات التي تجمع بلغارياوفلسطين، وضرورة تطويرها في كل المجالات. وأوضح في المؤتمر الصحافي أنه بحث مع عباس «الوضع السياسي الراهن»، محذراً من أن «الوضع معقد وقد ينفجر في أي لحظة». وجدد التأكيد على موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية، والقائم على اعتبارها شريكاً لفلسطين في تشكيل مواقف في الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وأن أي حل عادل ومستمر ودائم للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، يمكن أن يتم على أساس حل الدولتين، تعيشان في أمن وسلام. وأكد أن الإرهاب الذي يحيط بالعالم هو عدو مشترك لفلسطينوبلغاريا.