برازافيل - ا ف ب - بعد زيارة خاطفة لجمهورية الكونغو الديموقراطية ثم الكونغو - برازافيل, توجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس الى النيجر حيث يبحث في مسألتي مناجم اليورانيوم التي تستثمرها مجموعة «اريفا» الفرنسية وانعدام الأمن المتنامي في المنطقة. وغادر ساركوزي برازافيل في اجواء وفاق بعدما تمكن من ارضاء السلطات والمعارضة على حد سواء. واشار ساركوزي الذي استقبله نظيره الكونغولي دنيس ساسو نغيسو استقبالا رسمياً، الى علاقة فرنسية - افريقية «متجددة تخلصت من اثقال الماضي والشبهات». واستغلت السلطات هذه الزيارة لتنظيم ما كانت ترفضه حتى الآن وهو حوار وطني حول الانتخابات الرئاسية المقبلة. ورحبت المعارضة ايضا بالزيارة. وقال ممثل اول حزب معارض باسكال تساتي مابيالا ان «ساركوزي لم يأت لإعطاء تعليمات حاملا افكار فرنسا السالفة. جاء ليستمع الينا ليساعدنا على الحوار (بين السلطة والمعارضة)». واعرب عن «ارتياحه» لزيارة الرئيس الفرنسي. وفي وقت سابق في كينشاسا، حاول ساركوزي تخفيف حدة التوتر الناجمة عن تصريحاته التي اقترحت تقاسماً «للثروات» المنجمية بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا. وفي النيجر المحطة الاخيرة في هذه الجولة الافريقية كان برنامج ساركوزي مثقلا مع ملفات المجموعات المتمردة والانتخابات الرئاسية واستثمار اليورانيوم. ووقعت «اريفا»، اول شركة في المجال النووي عالمياً، عقداً لاستثمار منجم امورانين (شمال البلاد)، لكن اصواتاً ارتفعت احتجاجاً على عدم توزيع فرنسا في النيجر للأرباح التي تجنيها من عمليات الاستثمار. وسيشارك ساركوزي مع رئيس مجلس ادارة مجموعة آن لوفرجون الفرنسية في اجتماع للفرع المحلي «للمبادرة من اجل شفافية صناعات المواد المستخرجة». وعلى الصعيد السياسي وصل الرئيس مامادو تانغا الذي يحكم البلاد منذ 10 سنوات الى نهاية ولايته. ويريد مقربون من الرئيس تغيير الدستور ليتمكن من البقاء في السلطة في حين تطالب المعارضة برحيله. واطلقت النيجر، من موقع استراتيجي في افريقيا، عملية سلام بين السلطات والمتمردين الطوارق في الشمال في حين ان المنطقة الحدودية مع مالي تشهد عمليات خطف اجانب.