توج فريق الأهلي بلقب مسابقة كأس خادم الحرمين للأبطال بعد موسم كان سيعد من أصعب المواسم التي مرت على الفريق «الأخضر» لولا أن خاتمته كانت معانقة ذهب أثمن الألقاب السعودية. الأهلي الذي واجه غريمه التقليدي الاتحاد في المباراة النهائية ونجح في الفوز بكل المقاييس أداء ونتيجة ولقباً، لم يقطف ثمرة النجاح بتزينه بلقب بطل الأبطال، ولكن «الراقي» جاء من بعيد ليتخطى الجميع وتوشح الذهب وتأهل لمسابقة دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل بدلاً من صاحب المركز الرابع (الشباب)، فكانت المكاسب متعددة ل«قلعة الكؤوس» وكان مذاق القمة أجمل كونه تحقق عبر المنافس التاريخي والتقليدي (الاتحاد). الفوز الأهلاوي عكس العمل الإداري المنظم والمتماسك لمسؤوليه، فبطولة الأبطال لم تأتِ بعبور طريق سالكه، بل وعلى رغم أن الطريق جاء في إطار 5 مباريات إلا أنها كانت مدججة بالحواجز الصعبة أمام الأهلاويين، والبداية كانت منذ انطلاقة المسابقة حينما لاقى الشباب في ذهاب دور ال8 وخسر بهدفين في مقابل هدف، ولكنّ وعيَ إدارته وإدراكها للأنظمة واللوائح وما تقتضيه مصلحة الفريق، تقدمت باحتجاج رسمي ضد خصمها الذي أشرك مهاجمه عبدالعزيز السعران الموقوف بعقوبة إدارية آسيوية، وهو ما يعني ترحيل العقوبة للمسابقة المحلية بعد توديع الشباب المسابقة الآسيوية، وبعد شد وجذب وتوكيل محامي الأهلي خالد أبو راشد بتفاصيل القضية أعلن الاتحاد السعودي عقب 8 أيام حبست أنفاس الأهلاويين كسبهم القضية واعتبارهم فائزين بنتيجة (3 -صفر)، وعادت المخاوف من جديد في دواخلهم بعد أن قدمت إدارة الشباب استئنافاً للقرار ولكن لجنة الاستئناف قررت رفضه وتثبيت القرار، ولكن عشاق الأهلي كانوا أمام رحلة جديدة من الحذر بعد أن خسر فريقهم في مباراة الإياب مع الشباب بهدف دون مقابل ودون المستوى المأمول وتأهلوا بعد فوزهم إياباً ب(الاحتجاج) بثلاثة أهداف دون مقابل. وكان الخصم في نصف النهائي هو فريق الوحدة الذي كان يشارك بفريقه الأولمبي فكانت الترشيحات تصب وبشكل كبير في مصلحة الأهلاويين ولكن جماهير الأخير صُدمت مرتين في مباراة الذهاب حينما قبل فريقهم هدفين حتى الدقيقة 90 فكادت الأحلام تتلاشى شيئاً فشيئاً إلا أن العماني عماد الحوسني أعاد الأحلام للمحبين بتسجيله هدفين خلال دقيقتين، فانتفض الأهلي بعدها انتفاضة نتاجها «ذهب»، حينما قسا على الوحدة إياباً بتسجيله أربعة أهداف في شباكه. وفي المباراة الختامية كانت كفة الاتحاد الأرجح في الترشيحات بناء على فوز الأخير على الهلال في نصف النهائي، إلا أن التاريخ كان في صف الأهلي، إذ كسب آخر مباراتين نهائيتين أمام الاتحاد قبل ثلاثة أعوام، وبالفعل تكرر ذلك والشاهد ملعب الأمير عبدالله الفيصل، فغسل الأهلي همومه، وترك كل الحواجز خلفه وتوجه نحو القمة بخطى ثابتة والفضل يعود إلى إدارته التي قاتلت من أجل حق ناديها فكانت بداية القصة (احتجاجاً) ونهايتها (ذهباً).