صعدت أسعار النفط أمس متأثرة بتوترات في منطقة الشرق الأوسط وقوة الطلب، على رغم أن زيادة الإنتاج الأميركي ما زالت تلقي بظلالها على الأسواق. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 15 سنتاً، أو ما يعادل 0.2 في المئة، إلى 63.69 دولار للبرميل مقارنة بالتسوية السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 14 سنتاً، لتسجل 67.56 دولار للبرميل. وإذا أعادت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على إيران، تتوقع شركة «أف جي إي» المتخصصة في استشارات الطاقة أن ينتج من ذلك انخفاض في صادرات النفط الإيرانية بين 250 و500 ألف برميل يومياً بحلول نهاية السنة. من جهة أخرى، أعلن كل من شركة «مبادلة للبترول» التابعة لشركة مبادلة للاستثمار (مبادلة)، و «بتروناس كاريغالي أس دي أن بي أتش دي» (بتروناس كاريغالي) و «ساراواك شل بيرهاد»، عن التوصل إلى اتفاق استثمار نهائي في شأن تطوير حقل بيجاجا للغاز، الواقع في قطاع 320 SK البحري في ماليزيا. وتتولى شركة «مبادلة للبترول» تشغيل الحقل وتملك فيه حصة قدرها 55 في المئة، فيما تبلغ حصة شركة «بتروناس كاريجالي» 25 في المئة وشركة «شل بيرهاد» 20 في المئة ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الحقل من الغاز بحلول الربع الثالث من عام 2021. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة للبترول» بخيت الكثيري: «يعتبر حقل غاز بيجاجا أول مشروع تطوير لشركة مبادلة للبترول في ماليزيا، وهو إنجاز مهم بالنسبة لنا، حيث تمكنّا من الوصول بهذا المشروع من مرحلة الاستكشاف إلى مرحلة الحصول على الموافقة لبدء التنفيذ، وذلك بدعم من شركة بتروناس وشركائنا. وستتركز جهودنا من الآن على العمل في شكل وثيق مع شركائنا ومقاولينا لنصل جميعاً بمشروع بيجاجا إلى مرحلة الإنتاج في حدود الموازنة والإطار الزمني المحددين، ووفق أعلى معايير السلامة». وتتضمن عملية تطوير الحقل إنشاء منصة معالجة مركزية متكاملة مكوّنة من قاعدة تتألف من ثمانية أعمدة. وقد صممت المنشأة بطاقة إنتاجية تصل إلى 550 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، إضافة إلى المكثفات. وسوف يتم نقل السوائل المنتجة عبر خط أنابيب بحري جديد يبلغ قطره 38 بوصة يتصل بشبكة الأنابيب البحرية القائمة حالياً، ومن ثم إلى محطة الغاز الطبيعي المُسال البرية في بنتولو. في سياق مختلف، أعلنت «دانة غاز» الإماراتية في بيان أن ائتلاف الشركات «بيرل بتروليوم» الذي تتولى قيادته مع شركة «نفط الهلال»، أبرم اتفاقاً لبيع الغاز لمدة عشر سنوات مع حكومة إقليم كردستان العراق. ووفقاً للبيان، تقوم «الهلال» و «دانة» بموجب اتفاق بيع الغاز «بتوفير وبيع كميات إضافية من الغاز تنوي البدء في إنتاجها في وقت لاحق هذه السنة بهدف تعزيز عمليات توليد الكهرباء لتلبية حاجات الإقليم الملحة». وأضاف أن «بيرل بتروليوم» تعتزم زيادة الإنتاج اليومي للغاز الطبيعي ومكثفاته من حقل خورمور بما يقارب 25 في المئة في وقت لاحق من العام. ويهدف الاتفاق الموقع في 30 كانون الثاني (يناير)، إلى زيادة إنتاج الغاز المورد من حقل خورمور بنسبة 80 مليون قدم مكعبة من الغاز في اليوم من مستوى الإنتاج الحالي البالغ 305 ملايين قدم مكعبة في اليوم قبل نهاية 2018. وفي عمّان، أظهرت بيانات الإحصاءات العامة الأردنية ارتفاع قيمة واردات البلاد من النفط الخام ومشتقاته 40.8 في المئة في كانون الثاني، إلى 247.8 مليون دينار (349.5 دولار) مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2017. وكانت فاتورة المملكة من النفط ومشتقاته قد بلغت في كانون الثاني 2017 نحو 176 مليون دينار. إلى ذلك، أعلنت مصادر تجارية إن إيران خفضت في شكل حاد وارداتها من البنزين في الأسابيع الماضية بعدما بدأت تشغيل مصفاة جديدة، ما يجعل البلد الغني بالنفط يقترب من تحقيق هدفه في الاكتفاء الذاتي من الوقود. ويأتي تقليص الاعتماد على الواردات في وقت يبدو مستقبل الاتفاق النووي التاريخي الموقع في 2015، الذي رفعت بموجبه عقوبات عن طهران، على المحك مع تهديد الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب منه. وعلى رغم أنها ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة «أوبك»، واجهت إيران صعوبة لسنوات في تلبية حاجاتها المحلية من الوقود بسبب نقص الطاقة التكريرية وعقوبات دولية قلصت توريد قطع الغيار اللازمة لصيانة المصافي. وأفادت مصادر تجارية بأن المرحلة الجديدة ستضاعف طاقة المصفاة إلى 240 ألف برميل يومياً، لكن الإنتاج لم يصل بعد إلى الطاقة الكاملة، وربما أنه لا يفي حتى الآن بمواصفات الوقود العالي الجودة (يورو 4). ومن المنتظر أن تتراجع واردات إيران من البنزين إلى نحو 70 ألف طن هذا الشهر، أو نحو 20 ألف برميل يومياً، مقارنة بنحو 300 ألف طن في كانون الأول (ديسمبر) و120 ألفاً في كانون الثاني وشباط (فبراير).