أوضح وزير العدل شكيب قرطباوي انه اتصل بمدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا بعد المعلومات الذي أدلى بها الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله في مؤتمره الصحافي اول من أمس واستيضاحه عن مسألة وجود عناصر من «حزب الله» متهمين بالعمالة، وقال ل «أل بي سي»: «ما فعلته هو من واجباتي واتصلت بميرزا وطلبت منه التصرف ومعرفة ما إذا كان لدى القوى الأمنية أي موقوف (في هذه المسألة)، وهو اتصل فوراً بالمخابرات وعلمت أنه لم يكن هناك أي موقوف لدى الدولة حتى الآن». وأكد قرطباوي في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، أن «القضاء سيتابع الموضوع». ورداً على سؤال عما إذا كانت الدولة تعتبر مَن يتعامل مع الولاياتالمتحدة جاسوساً، قال: «أنا لست قاضياً، هذا الموضوع أثير من قبل زعيم سياسي كبير، وبالتالي من واجبات الدولة اللبنانية أن تتقصّى، وبعدها القاضي يقرّر». ولفت إلى أن موضوع الجواسيس «لا يُترك بل يجب أن يُتابع ويدرس بعناية، وصولاً إلى أن يأخذ القضاء القرار المناسب». وأضاف: «لا يحق لنا تصنيف الناس أو الدول باستثناء إسرائيل التي يجمع الشعب اللبناني على أنها عدوة». وإذ دعا قرطباوي إلى تطبيق القانون، اكد أن «القضاء سيتابع هذا الملف مع الأجهزة الأمنية المختصة، وهذا الأمر من واجبات الدولة، أما كيفية التعامل فيقرّرها القضاء والأجهزة الأمنية وليس عبر التصريحات الإعلامية»، مشدداً على أن «الأجهزة المعنية ستقوم بالواجبات بكل وضوح». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني: «نحن كنّا دائماً نقول إن هناك إمكانية لوجود خرق ما، في حين أن الغير كان «يقدّس»، ويقول «لا يعقل أن نكون مخترقين وأن يكون لدينا جواسيس»، متسائلاً: «أين هؤلاء الأشخاص (المتّهمون بالتجسّس)؟ ومن يحقّق معهم؟» ورأى مجدلاني أن «كلام نصرالله الذي قيل يعرّض الدولة اللبنانية وعلاقة لبنان للاهتزاز مع دولة تعتبر حتى الآن دولة صديقة للبنان، وهي أميركا، فقبل أن يصدر هذا الكلام يجب على الأقل أن تكون الدولة على علم به»، مشدداً على أهمية «العودة إلى مرجعيتنا وهي الدولة والمؤسسات، فإما احترام الدولة أو مصادرة رأيها وقرارها». وقال عضو الكتلة نفسها رياض رحّال: «السيد حسن كان يجاهر دائماً بأن حزبه عصي على الخرق لكنه أمس أعلن العكس»، واصفاً ذلك «إما في إطار أن حزب الله فعلاً مخروق أمنياً. وإما لعلمه بتورط قياديين في حزبه في الاغتيالات السياسية، وبذلك يتنصّل لاحقاً من الاتهام ويقول إن حزبه مخروق ومن قام بالاغتيال مجرد عملاء». وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» الوليد سكرية أن «حزب الله واثق من ثقة الشعب به مما يسمح له أن يصارحه بأنه اكتشف هؤلاء المتعاملين». وعن نفي السفارة الأميركية لكلام السيد نصر الله ووصفه ب «الفارغ»، رأى سكرية أن «من الطبيعي أن أميركا تنفي ولا تقر بدورها بذلك، ولكن حزب الله يعرف جيداً أن سفارة أميركا في لبنان تسعى للنيل منه، ومن الطبيعي أن يكون لها نشاط زائد في لبنان، وهناك تعامل كبير بين أميركا وإسرائيل ودول أوروبية وحلف الشمال الأطلسي للنيل من حزب الله وإيران والمقاومة الفلسطينية»، معتبراً أن اكتشاف جهاز ل «سي إي أي» في قلب حزب الله هو إنجاز كبير بالنسبة لجهاز مكافحة التجسس في حزب الله»، ومشيراً إلى أن «هذا الجهاز يسعى إلى معرفة العمل العسكري لحزب الله، لكنه فشل بعدما تم الكشف عنه، كما أن أميركا تبذل كل الجهد إلى جانب إسرائيل للإطاحة بالحزب، وتتعامل مع الموساد الإسرائيلي، لكشف خفايا المقاومة». وكان ناطق باسم السفارة الأميركية قال: «لا يوجد أساس لهذه الاتهامات. وهذه الاتهامات الفارغة نفسها التي سمعناها مراراً من حزب الله».