كشفت حكومة إقليم كردستان عن تقارب مع بغداد وقرب إنهاء أزمة رواتب الموظفين ورفع الحظر عن الرحلات الدولية إلى مطارات الإقليم، فيما انطلقت أولى هذه الرحلات لنقل المعتمرين من مطار السليمانية بموجب اتفاق، منذ تطبيق الحظر أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. وتشير المعطيات إلى اتجاه الأزمة بين بغداد وأربيل نحو الانفراج عقب إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلثاء الماضي، البدء برفع الحظر عن المطارات ودفع رواتب موظفي الإقليم، قبل حلول عيد «نوروز» العيد القومي للأكراد في 21 من الجاري. ورداً على تصريحات العبادي، أكد الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي خلال مشاركته في الاحتفال بيوم «الزي الكردي»، أنه «بمجرد تجاوز هذه الإشكالات (المطارات والرواتب)، فإنها ستفتح باب لحوار أشمل في باقي الملفات العالقة». وأشار إلى أن «ما وعد به العبادي أخيراً، أتى عقب مكالمة هاتفية بينه وبين رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني الأسبوع الماضي، بحثا فيها الملفات الخلافية، وهناك تقارب من حيث المبدأ». وأفاد بأن «العبادي تعهد بدفع الرواتب، لكن لا نعلم عن الموعد وحجم المبالغ والجهة أو الآلية التي ستتم بموجبها عملية الدفع»، مشيراً إلى أن «حكومة الإقليم ستواصل دفع رواتب موظفيها وفق نظام الادخار المعمول به وفق إيراداتها». وتأتي هذه التطورات مع إجراء السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان محادثات في أربيل مع رئيس الإقليم، تناولت عدة ملفات على رأسها «تطورات الحوار بين حكومتي أربيل وبغداد، إضافة إلى الانتخابات المقبلة وحملة إعادة إعمار العراق، وعوامل لتنشيط القطاع الاقتصادي». من جهة أخرى، كشف إحسان الشمري مستشار العبادي في تعليق عبر «فايسبوك»، عن «أمر ديواني سيصدر قريباً برفع كلي للحظر عن مطارات كردستان بعد الاتفاق على صلاحيات الحكومة الاتحادية فيها»، تزامناً مع تأكيدات لمسؤولين أكراد عن قرب التوصل إلى اتفاق نهائي في شأن إدارة المطارات والمنافذ الحدودية، من خلال عقد اجتماعات حاسمة قريباً في أربيل. وأكدت وزارة الأوقاف الكردية «انطلاق أول رحلة دولية من مطار السليمانية لنقل المعتمرين إلى الأراضي السعودية، على أن تنطلق رحلة مماثلة من مطار أربيل، بعد اتفاق مع حكومة بغداد»، وذلك لأول مرة منذ فرض الأخيرة حظراً على الرحلات الدولية من وإلى مطارات الإقليم، ضمن إجراءات عقابية على خوض الأكراد استفتاء للانفصال قبل أكثر من أربعة أشهر. وأعلن بيشتيوان صادق وزير التربية في الإقليم من مدينة السليمانية «صرف راتب شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بموجب نظام الادخار لموظفي قطاع التربية قبل عيد نوروز، وراتب آخر من حكومة بغداد أي أن الوزارة ستستلم خلال هذه المدة راتبان معاً». فيما ذكرت لجنة التخطيط في وزارة صحة الإقليم إن «رواتب وزارتي الصحة والتربية ستصرف بعد عشرة أيام، وهذا ما أكده لنا أعضاء في لجنة التدقيق الاتحادية». وتتواصل الاحتجاجات في الإقليم، حيث تظاهر عشرات المزارعين في أربيل على «رفض بغداد دفع مستحقاتهم المالية مقابل إنتاجهم من المحاصيل لثلاث سنوات»، ورفعوا لافتات تدعو العبادي إلى «عدم خلط هذا الملف بالخلافات السياسية»، كما عاود عشرات المعلمين التظاهر رفضاً لاستمرار أزمة الرواتب مع مواصلة الإضراب في قطاع التربية ضمن نطاق محافظة السليمانية وأطرافها، مؤكدين «مواصلة الإضرابات والاحتجاجات إلى حين تطبيق بغداد وحكومة الإقليم الوعود بدفع الرواتب».