أعلنت وزارة الأوقاف المصرية أنها ستنتهي قريباً من خطة ضم المساجد والزوايا الأهلية كافة في شتى أنحاء البلاد، وهو ما أثار انتقاد جماعتي «الإخوان المسلمين» و «الجماعة الإسلامية» اللتين اتفقتا على أن هذا الأمر من شأنه «الإضرار بالدعوة» ويمكن أن يؤدي إلى «فشلها». وقال وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق، أمس، إن وزارته نجحت في وضع أكثر من 100 ألف مسجد تحت إشرافها المباشر، مشيراً إلى أنها انتهت أخيراً من إجراءات ضم 77 مسجداً أهلياً لإشرافها ضمن خطتها الرامية لضم المساجد كافة. وأوضح أن «إجمالي عدد المساجد والزوايا التابعة للوزارة بعد ضم هذه المساجد بلغ 103 آلاف و627 مسجداً وزاوية منها 79 ألفاً و324 مسجداً و24 ألفاً و303 زوايا». وتبنّت وزارة الأوقاف منذ 10 سنوات خطة لوضع المساجد كافة تحت إشرافها المباشر، ما يتيح لها تعيين أئمتها والقائمين عليها ومراجعة المحتوى الذي يلقونه في هذه المساجد. وتقول الوزارة إنها تريد أن تكون المساجد «دور عبادة وتنوير» فقط، وتسعى إلى منع أي إمام أو خطيب من استخدام المسجد لأغراض سياسية أو حض الناس على العنف. وأكد زقزوق أن وزارة الأوقاف «ستنتهي خلال فترة قريبة لن تتجاوز العام المقبل من ضم جميع المساجد والزوايا الأهلية». ويتجاوز عدد المساجد في مصر مئة ألف بقليل ويعمل فيها نحو 50 ألف إمام وخطيب. وتشكل المساجد الأهلية رافداً أساسياً لنشاط جماعة «الإخوان المسلمين» على المستويين السياسي والدعوي. وكانت لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشعب (البرلمان) وافقت، العام الماضي، على مشروع قانون لمراقبة صناديق التبرعات في كل المساجد المصرية الحكومية والأهلية، خصوصاً مساجد «الجمعية الشرعية» و «أنصار السنّة المحمدية»، أكبر الجمعيات الأهلية الإسلامية في مصر. وأعرب النائب الأول لمرشد جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر محمد حبيب عن استغرابه لقرارات وزارة الأوقاف، وقال ل «الحياة»: «نحن حريصون على أن يقوم الأئمة والوعاظ بدورهم... وسعي وزارة الأوقاف إلى ضم أكبر عدد ممكن من المساجد والزوايا لا يعنينا، لكن المشكلة تكمن في تأهيل الخطباء والأئمة والوعاظ حتى يستطيعوا أن يقوموا بدورهم المأمول... هذا هو المحك الحقيقي»، متسائلاً: «هل تم إعداد الوعاظ وتأهيلهم جيداً أم أن الهدف أن يسيروا في ركاب السلطة ما يتسبب في فشل مشروع الدعوة». وأضاف نائب مرشد الاخوان المسلمين: «الخطة عملية تأميم للمسجد مثل النقابات والجمعيات الأهلية، ولا يمكن لأي وزارة أن تفي بهذا الغرض... يجب أن يكون هناك نوع من التنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني - وجماعة الإخوان جزء منه - وبين السلطة». وعن تأثر نشاط جماعة «الإخوان» المعتمد في شكل أساسي على المسجد، قال حبيب: «ضم المساجد تضييق على المجتمع كله، وهو جزء من التضييق على الجمعيات والنقابات والأحزاب». من جانبه، قال منظّر «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم ل «الحياة» إن وزارة الأوقاف «ضمّت فعلاً غالبية المساجد ولم يبق إلا القليل، وهذه خطوة لا تفيد الدعوة... الروتين يتسبب في فشل الدعوة والداعية يجب ألا يكون موظفاً تحكمه قوانين ولوائح». وهاجم إبراهيم وزارة الأوقاف، وقال إنها «من الوزارات العقيمة لا تطوير فيها... تمتلك الملايين ولو أنفقتها على الدعوة لازدهرت لكن الفساد مستشر فيها». وأضاف: «إن أرادوا أن يمنعوا الحركات الإسلامية عن المساجد، فليأتوا بخطباء ثقات.. المساجد الأهلية حين تُضم إلى الأوقاف ينتهي نشاطها الاجتماعي تماماً من إنشاء دور لرعاية الأيتام والمستشفيات... الحكومة صانع وتاجر فاشل وكذلك داعية فاشل».