غيّب الموت صباح أمس وزير الدخلية المصري السابق نبوي إسماعيل الذي يعرف ب «كنز الأسرار» الأمنية في الحقبة الأخيرة من حكم الرئيس الراحل أنور السادات. وشغل الراحل الذي توفي بعد صراع طويل مع المرض، منصب وزير الداخلية من 1977 حتى 1982 حيث لعب دور الرجل الأول في أحداث سياسية وأمنية مهمة في تلك الحقبة من التاريخ المصري بدءاً من حادث اغتيال الشيخ الذهبي في كانون الثاني (يناير) 1977 والانتفاضة الشعبية في كانون الثاني (يناير) من العام نفسه والتي وصفها السادات ب «انتفاضة الحرامية»، مروراً بأحداث الفتنة الطائفية التي نشبت في حي «الزاوية الحمراء» في القاهرة وصولاً إلى صعود التيارات الأصولية في مصر. وحذر إسماعيل الرئيس السادات من وجود مؤامرات لاغتياله ونصحه بارتداء قميص «واق من الرصاص» صبيحة يوم اغتياله في حادث المنصة الشهير، لكن السادات قابل طلبه بالرفض الشديد وذهب لمشاهدة العرض العسكري في ذكرى انتصار السادس من تشرين الأول (أكتوبر) العام 1981 واغتيل هناك علي يد متشددين. واللواء نبوي اسماعيل من مواليد حي الدرب الأحمر في القاهرة وتخرج في كلية الشرطة العامة عام 1946 ودرس القانون وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة وعيّن في إدارة مباحث أمن الدولة فور قيام ثورة تموز (يوليو) العام 1952. وتولى الفقيد إدارة مكتب وزير الداخلية ممدوح سالم في العام 1971، وانتقل معه مديراً لمكتبه عندما تولى سالم رئاسة مجلس الوزراء، قبل أن يعين نائباً للوزير في شباط (فبراير) من العام 1977. ولثقة السادات في إسماعيل جاء به وزيراً للداخلية لتشهد فترة توليه الوزارة مولد الأحزاب السياسية المصرية، مع الزخم الذي صاحبها والهجوم عليه من قبل المعارضة واتهامه بتزوير أول انتخابات برلمانية منتصف السبعينات وضلوعه في أحداث الخامس من أيلول (سبتمبر) الشهيرة حين قام باعتقال عدد من النخب المصرية كان من بينهم سياسيون وأدباء ومفكرون من المنتمين إلى التيار اليساري إضافة إلى عدد من قيادات الحركة الاسلامية أبرزهم المرشد العام لجماعة «الإخوان» آنذاك عمر التلمساني. وكان هؤلاء يعارضون في شدة السلام مع إسرائيل. وبعد اغتيال السادات اتُهم النبوي إسماعيل بالتقاعس الأمني، وهو نجا من محاولتين لاغتياله على يد أصوليين عقب تقاعده.