خرج عشرات المصلّين من انصار جماعات سلفية من مسجد حمزة في القبة بطرابلس (شمال لبنان) عقب صلاة الجمعة وتجمعوا سلمياً في ساحة ابن سينا للتنديد «بأعمال العنف في سورية»، مطلقين هتافات مؤيدة للشعب السوري، وأقاموا صلاة الغائب عن أرواح من سقطوا في الحوادث. وأمّ المصلين الشيخ زكريا المصري، فيما شهد مكان آخر في القبة تجمعاً بدعوة من «رابطة الطلاب المسلمين» ادى المشاركون فيه صلاة الغائب ايضاً ثم تفرقوا. وفرضت القوى الامنية اجراءات مكثفة واكبت التجمعين، ولم تسجل تظاهرات بعد صلاة الجمعة في مساجد طرابلس الاخرى، وشهدت شوارع المدينة وأحياؤها وساحاتها حركة عادية. وكانت تعليمات مشددة ابلغت الى الجهات المعنية بمنع اي شكل من أشكال التظاهر في طرابلس لقطع الطريق على احتمال تكرار ما حصل الاسبوع الماضي من مواجهات دامية بين جبل محسن وباب التبانة. وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ادعى امس على سبعة اشخاص موقوفين من فريقي النزاع في احداث طرابلس الاخيرة، ل «اقدامهم على تأليف جماعات مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية، وعلى تبادل اطلاق النار من اسلحة حربية غير مرخصة وعلى قتل جندي وأشخاص آخرين مدنيين، وعلى محاولة قتل عسكريين ومدنيين، وعلى التخريب وإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة والخاصة»، سنداً الى مواد في قانون العقوبات وقانون الاسلحة تنص عقوبتها القصوى على الاعدام. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه في بيان ان وحدات الجيش واصلت «اتخاذ اجراءاتها الميدانية في المناطق التي شهدت توتراً الاسبوع الماضي في طرابلس، وتعمل على فرض الأمن وتثبيت الاستقرار في هذه المناطق». وأوضحت قيادة الجيش ان «فرقاً متخصصة من الجيش ستقوم بعمليات مسح وتخمين للأضرار الناجمة عن هذه الاحداث بالتنسيق مع الهيئة العليا للاغاثة، وباشرت الجهات المختصة في الجيش بإجراء التحقيقات اللازمة حول اسباب تلك الاحداث، والتي ادت الى سقوط ضحايا من العسكريين والمدنيين فضلاً عن تضرر ممتلكات خاصة، للحؤول دون تكرار ما حصل، حفاظاً على سلامة المواطنين وأمنهم». وفي السياق ذاته، عقد في منزل النائب محمد عبداللطيف كبارة في طرابلس اجتماع، حضره النائبان خالد ضاهر ومعين المرعبي، والعلماء: زكريا المصري، سالم الرافعي، شيخ قراء طرابلس بلال بارودي، عبدالحي الأيوبي ممثلاً الشيخ داعي الإسلام الشهال والشيخ كنعان ناجي، وجرى خلاله التداول في ما جرى من أحداث اخيراً في طرابلس. واستنكر المجتمعون في بيان «المشاريع المشبوهة التي تستهدف طرابلس والشمال، وأبدوا تعاطفهم مع ذوي الضحايا من الشهداء والجرحى، وطالبوا بالإسراع في إعلان نتائج التحقيق في الأحداث الأخيرة وكشف الجناة ومعاقبتهم». ونبه المجتمعون الى «خطورة ما يحضر لاستهداف طرابلس عبر الإيقاع بين أبنائها والجيش اللبناني الذي نطالبه بالقيام بواجبه في الحفاظ على الأمن بعدالة وتوازن». وأكدوا «حق المواطنين في المشاركة بالاعتصامات داخل المساجد وبمحيطها دعماً للشعب السوري المظلوم وعدم الخروج بتظاهرات في هذه الظروف الدقيقة درءاً للفتنة». وفي بيروت شارك عشرات من الحزب «القومي السوري الاجتماعي» وعمال سوريون في مسيرة تأييد للنظام في سورية، انطلقت من امام وزارة الاعلام باتجاه السفارة السورية في محلة الحمرا. وحملوا صور الرئيس بشار الاسد ورايات حزبية.