يتوقع أن يشهد موسم 2013 ثورة تقنية أخرى في بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد من خلال الاعتماد على محرك من 4 إسطوانات سعة 1.6 ليتر مع شاحن هوائي «توربو»، عوضاً عن المحرك الحالي (8 أسطوانات سعة 2.4 ليتر). وفتح الاتحاد الدولي «فيا» الباب أمام الشركات المهتمة بتحضير المحركات، للعمل على محرك صديق للبيئة يخفف من حجم الإنفاق المالي على سيارات الفئة الأولى ويقلل من حجم انبعاث ثاني أوكسيد الكربون المضر بالبيئة. وكان مدير فريق بار سابقاً كريغ بولوك أول من تلقّف مخطط الاتحاد الدولي وأسس شركة «بيور» التي تسعى لأن تكون أول المصنعين للمحرك الهجين الصديق للبيئة، وهو كشف أخيراً أن تصميم المحرك في مسار متقدم وسيختبر في وقت لاحق من العام الحالي. ويأتي اعتماد المحرك «الأخضر» استناداً إلى سياسة الاتحاد الدولي للسيارات الساعي إلى خفض الكلفة العالية التي تتكبدها الفرق والأخذ في الاعتبار المسائل البيئية، وعمل في الأعوام الأخيرة من أجل تحقيق مبتغاه من خلال تعديلات كثيرة أدخلها على أنظمة البطولة. ومن المؤكد أن الجميع اعتقد أن زمن الشاحن الهوائي، الذي استخدم للمرة الأخيرة عام 1988، قد ولّى، لأن متابعي رياضة الفئة الأولى ما زالوا يتذكرون ضجيج محركات رينو وبرابهام بي أم دبليو والاحصنة الهائلة التي كانت تتمتع بها (1500 حصان)، والانبعاثات التي كانت تصدر منها وتسبب ذرف دموع كل من يصادف وجوده حتى على بُعد 100 متر من هذه السيارات. لكن الاتحاد الدولي وفريقه التقني وجدوا طريقة للاستفادة من عودة ال «توربو»، لكن هذه المرة بهدف استعمال قوة حصانية بديلة ومدروسة ستساهم في تخفيف انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون مع المحافظة على السرعة. وستحدد سرعة دوران المحرك ب12 ألف دورة في الدقيقة عوضاً من 18 ألفاً حالياً، إلى جانب استعمال وقود بديل يقلّص استهلاك الوقود بنحو 35 في المئة مع المحافظة على قوة حصانية عالية. من المؤكد أن الناحية البيئية أصبحت في الأعوام الأخيرة من هواجس القيمين على سباقات الفئة الأولى، خصوصاً أن رياضة المحركات عموماً تشكل هدفاً سهلاً لناشطي البيئة، ذلك أن سيارات الإنتاج المستعملة يومياً تعتبر السبب الأساس في المشاكل البيئية التي تؤثر في طبقة الأوزون وتتسبب بارتفاع حرارة الأرض. ويبقى السؤال: ما مدى تأثير هذه التعديلات في مستوى رياضة الفئة الأولى وسرعة سياراتها ونسبة التنافس؟ التاريخ يؤكد أن هذه الرياضة لم تتأثر بالتعديلات التي طرأت عليها منذ انطلاق البطولة رسمياً على حلبة سيلفرستون البريطانية عام 1950، والدليل الأبرز على ذلك هو أن تحول المحركات من 12 أسطوانة إلى 10 ثم 8 مع تحجيم سعتها، لم يؤثر في السرعة والتنافس، وهو ما تظهره الأزمنة المسجلة على كل حلبة، إذ إن السيارات المستخدمة حالياً تحقق الزمن ذاته، إن لم يكن أفضل من ذلك الذي حققته سيارات محرك ال10 أسطوانات في السابق أو المحركات المزودة بشاحن هوائي. وقد يكون الضجيج الذي يصدره محرك 4 اسطوانات سعة 1.6 ليتر أقل من ذلك الذي يصدره المحرك الحالي أو الذي سبقه، إلا أن ذلك لن يؤثر في متابعي السباقات باعتبار أن واقع الأمور يشير إلى أن مشاهد سباقات اليوم لا يتذكر أو يقارن بين ضجيج محرك ال10 أسطوانات ومحرك ال8 أسطوانات، والحالة ذاتها ستنطبق على محرك موسم 2013 في حال وافقت الفرق المشاركة في البطولة والشركات المصنعة للمحركات (كوزوورث ورينو وفيراري ومرسيدس) على تطبيق التعديلات أو تأجيلها.