أكد أكاديميون مغربيون أن تجربة الابتعاث التي اتبعتها وزارة التعليم العالي ستعود بالنفع على مجتمعات الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال ورشة عمل حول تطور التعليم العالي في المملكة العربية السعودية أقامتها الملحقية الثقافية السعودية في المغرب. وقال عبدالمنعم مجذوع: «تطوير التعليم العالي مسألة تحظى باهتمام عالمي، فجميع دول العالم بما فيها الدول المتقدمة أصبح إصلاح التعليم وتطويره قضيتها الأولى، فالولايات المتحدة الأميركية أصبحت تعنى بالتعليم على رغم تقدمها فيه»، مشيراً إلى أن تطور التعليم العالي السعودي سيكون له آثار ايجابية على المحيط الخليجي والعربي، كونه سيسهم في نقل التقنية والابتكار والإبداع إلى المحيط الشرق أوسطي. وذكر الدكتور العربي بو مهدي أن تطوير التعليم العالي هاجس عالمي، وحديث ذو شجون، وهناك رغبة تنطوي على إرساء دعائم التطور والتحديث، وتوفير مناخات الإبداع والابتكار ضمن الجودة والتطوير المستمر للنظم الجامعية. وأضاف: «مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث مشروع علمي ثقافي فكري، وستكون نتائجه عظيمة، وما أحوجنا كدول عربية إلى استنساخ تجربة السعودية في هذا المجال، باعتبار أن التعليم مفتاح للرفاهية الاقتصادية، والاجتماعية، وعامل مهم في تحديث المجتمع»، لافتاً إلى أن الابتعاث سيكسب الطلاب العائدين لبلادهم مهارات البحث، والتعلم الذاتي، والتعامل مع التقنية، وتنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس في تحسين فعاليتهم وكفايتهم. وأشار الدكتور نبيل مجدوع أن الناتج النهائي لعودة أكثر من 100 ألف مبتعث سيكون ذا مردود ايجابي على 32 جامعة وكلية سعودية، خصوصاً أن الكوادر التربوية العائدة ستكون مؤهلة مهارياً ومعلوماتياً، ومساهمة في تطوير العملية التعليمية في الجامعة، وبالتالي ستتحول الجامعات إلى بيئة بحثية، ودعامة أساسية لدفع عجلة التنمية في المجتمع. وأكد أنها تجربة سعودية رائدة، وهنا نتذكر اليابان خرجت من الحرب أشلاء فلم تجد أمامها سوى العلم سبيلاً فأرسلت أبناءها نحو أوروبا وأميركا. وأكد يوسف بو شعيب أن الاحتكاك بالتجارب العالمية سيقود إلى مواكبة التطور الأكاديمي، والعلمي، والتكنولوجي، والجودة الشاملة تعتبر أحد المداخل المهمة في تحقيق الاهتمامات المستقبلية من تطوير المناهج الدراسية، واستحداث للتخصصات العلمية المواكبة لحاجات التنمية وسوق العمل، مشيراً إلى أن الابتعاث سيفتح قنوات اتصال عدة بين الجامعات السعودية والعالمية، من خلال تبادل الخبرات في مجال التطوير. وذكر الملحق الثقافي السعودي في الرباط ناصر البراق في افتتاحه للندوة أن مسيرة التعليم العالي في المملكة حققت قفزات هائلة في الأعوام الأخيرة، نتيجة للمحاولات الجادة لتطويره، والسعي الدؤوب من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لجعل المؤسسات الأكاديمية السعودية في طليعة مؤسسات التعليم العالي عالمياً، مؤكداً أن وزارة التعليم العالي حققت الانتشار على مستوى مناطق المملكة ومحافظاتها، إضافة إلى تشجيع الطلاب للانخراط في التخصصات المناسبة للخطط الوطنية التنموية.