وقعت شركة نفط أبو ظبي الوطنية (أدنوك) أمس اتفاقيتيْ امتياز مع شركة «توتال» الفرنسية للنفط تمنحها 25 في المئة من حصص الامتيازات في حقلين بحرييْن للنفط والغاز بقيمة 1.5 بليون دولار، لتصبح بذلك الشركة الفرنسية أكبر مستثمر في نفط أبو ظبي. وحصلت «توتال»، بموجب الاتفاقيتين، على 20 في المئة من حقلي أم الشيف ونصر بمساهمة قدرها نحو 1.15 بليون دولار، و5 في المئة من حقل زاكوم السفلي بمساهمة قدرها 300 مليون دولار. وتسري الاتفاقيتين لمدة 40 عاماً، ويبدأ العمل بها اعتباراً من التاسع من آذار (مارس) بأثر رجعي. ووقع الاتفاقيتيْن في متحف اللوفر في أبو ظبي أمس، وزيرُ الدولة الرئيس التنفيذي ل «أدنوك» ومجموعة شركاتها الدكتور سلطان أحمد الجابر، ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» باتريك بويان. وقال الجابر: «تهدف هاتان الاتفاقيتان إلى الاستفادة من معرفة وخبرة شركة توتال في حقول النفط والغاز البحرية في إمارة أبو ظبي، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة بما يُسهم في تطوير الغطاء الغازي الضخم في امتياز أم الشيف، وذلك ضمن استراتيجيا أدنوك المتكاملة 2030 في عملياتها في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج وغيرها». من جانبه، قال بويان: «تمثل هاتان الاتفاقيتان بداية مرحلة جديدة في مسيرة الشراكات الاستراتيجية الناجحة التي تربط توتال مع كل من إمارة أبو ظبي وأدنوك، حيث تضمن الاستفادة على المدى البعيد من موارد مؤكدة ذات عائدات تنافسية نمتلك معرفة دقيقة عنها». وكانت «توتال» وقعت في كانون الثاني (يناير) 2015 امتيازاً برياً مع «أدنوك» لمدة 40 سنة بحصة 10 في المئة، ويُغطي 15 حقلاً نفطياً برياً تمثل نصف إنتاج نفط أبو ظبي. وللشركة الفرنسية 75 في المئة في حقل أبو البخوش البحري للنفط، و24.5 في المئة من شركة دولفن للطاقة التي تنتج وتستورد الغاز القطري للإمارات، والتي ما زالت مستمرة على رغم الخلاف القطري- الإماراتي. وكانت شاركت «مصدر» الإماراتية في بناء منشآت الطاقة الشمسية وهي من أكبر المنشآت في العالم. وتؤكد الاتفاقيتان مركز الشركة الفرنسية في الإمارات حيث هي أكبر مستثمر في قطاع الطاقة الذي يشمل النفط، وقطاع الطاقة الشمسية. وتعود الشراكة الاستراتيجية بين أبو ظبي و «توتال» إلى أكثر من 75 عاماً مضت، قامت خلالها الشركة بدور مهم في تطوير حقول النفط والغاز في الإمارة وتحقيق قيمة إضافية. ويمثل امتيازا أم الشيف ونصر وزاكوم السفلي جزءاً من الامتياز البحري الذي كانت تديره سابقاً شركة «أدما العاملة»، علماً أن مكمن أم الشيف للغاز البحري يمتاز بغطاء غازي ضخم يعد من الأكبر على مستوى المنطقة، كما أنه غني بالمكثفات. وتبلغ الطاقة الإنتاجية لامتياز أم الشيف ونصر 460 ألف برميل يومياً. وتخطط «أدنوك» لإنتاج 500 مليون قدم مكعبة يومياً من الغطاء الغازي في أم الشيف للمساهمة في تلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز المستورد. كما تعتزم تكرير المكثفات للحصول على منتجات عالية القيمة تستخدم في مجال البتروكيماويات. وبهاتين الاتفاقيتين، تنضم «توتال» إلى شركاء امتياز أم الشيف ونصر، وبينهم شركة «إيني» الإيطالية التي حصلت أخيراً على حصة 10 في المئة في هذا الامتياز، كما تنضم إلى شركاء امتياز حقل «زاكوم السفلي» الذي يضم ائتلاف الشركات الهندية وتقوده شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية «فيديش»، وشركة «إنبكس» اليابانية، إضافة إلى «إيني» الإيطالية. وتعمل «أدنوك» حالياً على تحديد الفرص مع شركاء محتملين في ما يخص ال10 في المئة المتبقية من حصة 40 في المئة في امتياز حقل «زاكوم السفلي» البحري، وال10 في المئة المتبقية في امتياز أم الشيف ونصر، علماً أن الشركة تحتفظ بحصة 60 في المئة في الامتيازين.