أبرمت شركة «بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) أمس، اتفاقي امتياز مع شركة «توتال» الفرنسية، حصلت الأخيرة بموجبهما على نسبة 20 في المئة في امتياز «أم الشيف ونصر»، و5 المئة في امتياز «زاكوم السفلي» البحرييْن في أبو ظبي. وقدمت «توتال» 5.3 بليون درهم (1.450 بليون دولار) لقاء هذين الامتيازين، بواقع 4.2 بليون درهم (1.15 بليون دولار) رسم مشاركة في امتياز «أم الشيف ونصر»، و1.1 بليون درهم (300 مليون دولار) رسم مشاركة في امتياز «زاكوم السفلي». وستتولى «أدنوك البحرية» إحدى شركات مجموعة «أدنوك» إدارتهما، نيابةً عن الشركاء الآخرين. وقع الاتفاقين وزير الدولة الرئيس التنفيذي ل «أدنوك» ومجموعة شركاتها سلطان أحمد الجابر، ورئيس شركة «توتال» وباتريك بويان. وأوضح الجابر أن هذه الاتفاقات «تهدف إلى الاستفادة من معرفة شركة «توتال» وخبرتها في حقول النفط والغاز البحرية في أبو ظبي، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة بما يُساهم في تطوير الغطاء الغازي الضخم في امتياز «أم الشيف»، وفقاً لأفضل الطرق المجدية اقتصادياً»، مذكّراً بأن «أدنوك» انتهت أخيراً من حفر بئر تقويمية لهذا الغرض وكانت النتائج مشجعة». ولفت إلى أن هذا التعاون «يندرج ضمن استراتيجية «أدنوك المتكاملة 2030» للنمو الذكي، والتي تشمل ضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، وتحقيق قيمة إضافية وزيادة العائد الاقتصادي والربحية من عملياتنا، في كل مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج وغيرها». وأعلن الجابر أن «الشراكة الاستراتيجية بين أبو ظبي و «توتال» تمتد لأكثر من 75 عاماً، اضطلعت خلالها الشركة بدور مهم في تطوير حقول النفط والغاز في الإمارة، من خلال علاقات الشراكة والتعاون الوثيقة التي تربطها ب «أدنوك» في كل مجالات القطاع ومراحله». واعتبر أن الاتفاقات المبرمة أمس «تمثل خطوة مهمة تُساهم في ترسيخ أطر التعاون مع إحدى أكبر الشركات العالمية في القطاع، مع التركيز على تحقيق قيمة إضافية». وبهذا الاتفاق تنضم «توتال» إلى شركاء امتياز «أم الشيف ونصر»، إلى جانب «إيني» الإيطالية التي حصلت أخيراً على حصة 10 في المئة في هذا الامتياز. وأكد بويان أن هذه الاتفاقات «تمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة الشراكات الاستراتيجية الناجحة التي تربط «توتال» مع كل من إمارة أبو ظبي و «أدنوك»، حيث تضمن الاستفادة على المدى البعيد من موارد مؤكدة، ذات عائدات تنافسية نمتلك معرفة دقيقة عنها». ويمتاز مكمن «أم الشيف» للغاز البحري بغطاء غازي ضخم، يُعد من الأكبر على مستوى المنطقة كما أنه غني بالمكثفات. ويعتبر المكمن غنياً بالنفط الخام، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية لامتياز «أم الشيف ونصر» 460 ألف برميل يومياً. وتخطط «أدنوك» لإنتاج 500 مليون قدم مكعب يومياً من الغطاء الغازي في «أم الشيف» لتلبية الطلب المحلي المتنامي على الطاقة، وتقليص الاعتماد على الغاز المستورد من الخارج. كما تعتزم تكرير المكثفات، للحصول على منتجات عالية القيمة تُستخدم في مجال البتروكيماويات. يُذكر أن «توتال» الفرنسية ستنضم أيضاً إلى شركاء امتياز حقل «زاكوم السفلي»، والذي يضم ائتلاف الشركات الهندية الذي تقوده شركتا النفط والغاز الطبيعي الهندية «فيديش» و «إنبكس» اليابانية إضافة إلى «إيني» الإيطالية. وتعمل «أدنوك» حالياً على تحديد الفرص مع الشركاء المحتملين، في ما يخص ال 10 في المئة المتبقية من حصة 40 في المئة، في امتياز حقل «زاكوم السفلي» البحري وال 10 في المئة المتبقية في امتياز «أم الشيف ونصر». وتحتفظ «أدنوك» بحصة 60 في المئة في الامتيازين. في العراق، دعت وزارة النفط أمس، وفقاً لوكالة «رويترز» الشركات الأجنبية والمستثمرين، إلى بناء مصفاتين جديدتين وتشغيلهما لتكرير النفط في الجنوب. أوضحت الوزارة أن المصفاة الأولى «ستشيد في محافظة واسط بطاقة إنتاج تبلغ 100 ألف برميل يومياً، والثانية في محافظة الديوانية بطاقة 70 ألف برميل يومياً». ولفتت إلى إمكان الحصول على وثائق العطاء حتى 29 نيسان (إبريل) المقبل، فيما الموعد الأخير لتقديم العروض هو 14 حزيران (يونيو) المقبل. إلى ذلك، توقع رئيس شركة «تسويق النفط» العراقية (سومو) علاء الياسري، أن «تظل أسعار النفط مستقرة عند المستويات الحالية على مدى هذه السنة». وقال للصحافيين إن «استقرار سعر النفط يتوقف على الاستقرار السياسي في المنطقة». وأعلن الياسري خلال مناسبة عن استراتيجية جديدة للشركة الحكومية، لتوقيع مشاريع مشتركة مع شركات آسيوية من الصينوالهند وكوريا الجنوبية، في إطار استهداف أسواق القارة. وأشار إلى أن 60 في المئة من صادرات نفط العراق تتجه الى الأسواق الآسيوية. ومن بين الصفقات التي كشف عنها الياسري أمس، «اتفاق بنظام تقاسم الأرباح مع «تشنهوا» الصينية، للمساعدة في تسويق الخام العراقي في مصافي التكرير الصينية». وأوضح أن الاتفاق المبرم مع الشركة الصينية «ليس سوى بداية ستمهد لمزيد من الاتفاقات والمشاريع المشتركة مع شركات آسيوية أخرى، من اليابانوالصين وكوريا». ولفت إلى أن «العراق وقع عقوداً طويلة الأجل لتوريد الخام مع شركات طاقة هندية كبيرة، من بينها «ريلاينس» ليظل مورداً كبيراً للخام إلى الهند خلال هذه السنة».