غزة، واشنطن، نيويورك، أثينا - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعا ائتلاف «أسطول الحرية 2» مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أو أي وكالة تابعة للمنظمة الدولية إلى إرسال فرق رسمية من أجل تفتيش سفن الأسطول قبيل إبحارها نحو قطاع غزة المحاصر الأسبوع المقبل أو أثناء الإبحار أو بعد وصولها إلى القطاع. وقبيل إبحار نحو 10 سفن من اليونان الأسبوع المقبل في إطار «أسطول الحرية 2» السلمي لنقل مساعدات إنسانية الى غزة، جددت الولاياتالمتحدة تحذيراً تحض فيه مواطنيها على الامتناع عن السفر الى غزة عن طريق البحر، مؤكدة أن هذا السفر ينطوي على مخاطر من بينها إمكان حرمانهم من السفر لعشر سنوات الى إسرائيل، فيما حذرت تل أبيب الأممالمتحدة من أن تسيير قافلة مساعدات جديدة الى القطاع قد يؤدي الى «عواقب وخيمة». وعزا ائتلاف «أسطول الحرية 2» دعوته إلى إرسال فرق رسمية من أجل تفتيش سفن الأسطول، الى رغبته في «التأكيد على سلمية التحرك الإنساني، وكشف زيف المزاعم الإسرائيلية من أن الأسطول يشكل خطراً على أمن الاحتلال». ونقلت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» في تصريح أمس عن أندر ديمتراس من لجنة السفينة السويسرية، تصميمه على الإبحار إلى قطاع غزة «فقضيتنا عادلة وتتسم بالشفافية ووسائلنا سلمية». وقال: «كي نؤكد حقيقة أننا لا نمثل تهديداً لإسرائيل، كما تدعي، وأننا لسنا معنيين بأي تصعيد عسكري ضد الأسطول، ومن أجل القضاء على أي مزاعم إسرائيلية في أنها تدافع عن نفسها في وجه الأسطول، فإننا ندعو لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة أخرى في الأممالمتحدة أو أي وكالة دولية للاطلاع على محتويات سفن الأسطول وتفتيشها والتحقق من حمولتها، سواء عند مغادرة السفن أو أثناء الإبحار أو لدى وصولها إلى ميناء غزة». وشدد على أن الائتلاف «سيواصل الإبحار نحو قطاع غزة، حتى يتم إنهاء الحصار غير القانوني»، لأن «الفلسطينيين المحاصرين في القطاع لديهم الحقوق الإنسانية والوطنية نفسها التي يمتلكها أي إنسان حر في العالم». في سياق متصل، أعلنت الحملة أن «أسطول الحرية 2» سينطلق منتصف الأسبوع المقبل نحو قطاع غزة، من دون أي تعديل على الموعد. وقالت الحملة، إحدى المشاركين في الائتلاف والأسطول وتتخذ من بروكسيل مقراً لها، إن «أسطول الحرية 2 سيحمل على متنه مئات المتضامنين من نحو 40 دولة، بينهم عدد من المشرعين وأعضاء البرلمان الأوروبي، إلى جانب ممثلي 40 وسيلة إعلامية عالمية ستعمل على توفير تغطيات صحافية مباشرة». وطالبت الدول الأوروبية التي سيشارك برلمانيون ومواطنون منها في الأسطول، ب «توفير الحماية من أي اعتداء إسرائيلي». وقال القبطان فانغيليس بيسياس، أحد المسؤولين في منظمة «سفينة الى غزة» اليونانية، إن «بعض السفن ستبحر من موانئ يونانية عدة وأخرى ستمر عبر المياه اليونانية على أن تلتقي جميع السفن في عرض البحر». وأضاف أنه تقرر الإبحار من المياه اليونانية بسبب الموقع «الجغرافي للبلاد وعلاقاتها التاريخية والثقافية مع الدول العربية». وأوضح أن بين السفن سفينتي شحن «ستنقلان أدوية وسيارة إسعاف مجهزة واسمنت يحتاج إليه الفلسطينيون». وتشارك فرنسا في الأسطول بسفينتين تبحر إحداها من اليونان والثانية من كورسيكا. وهناك أيضاً سفينة إيطالية وأخرى أيرلندية وثالثة إسبانية وسفينتان يونانية - سويدية - نروجية وسفينة شحن من فلسطينيي الشتات. وقال بيسياس: «هدفنا ليس فقط كسر الحصار بل أيضاً مساعدة الإسرائيليين في العيش بتناغم أكبر مع شعوب المنطقة». في غضون ذلك، جددت الولاياتالمتحدة تحذيراً تحض فيه مواطنيها على الامتناع عن السفر الى قطاع غزة عن طريق البحر، مؤكدة أن هذا السفر ينطوي على مخاطر بينها إمكان حرمانهم من السفر لعشر سنوات الى إسرائيل. وقال التحذير الجديد الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية في خصوص السفر الى إسرائيل أن الأميركيين قد يواجهون الاعتقال والمحاكمة والترحيل من إسرائيل. ولفت التحذير الى أن «الحكومة الإسرائيلية أعلنت نيتها طلب حظر السفر الى إسرائيل لعشر سنوات لكل من يشارك في أي محاولة لدخول غزة بحراً». من جهة أخرى، حذرت إسرائيل الأممالمتحدة من أن تسيير قافلة مساعدات جديدة الى غزة قد يؤدي الى «عواقب وخيمة». وقال سفير إسرائيل الجديد لدى الأممالمتحدة رون بروسور: «تدعو إسرائيل كل الدول الى القيام بكل ما في وسعها لمنع القافلة من السير وتحذير مواطنيها من المخاطر المرتبطة بالمشاركة في مثل هذه الاستفزازات الضارة». وأضاف في خطاب الى الأممالمتحدة: «هذا العمل الاستفزازي الذي ينظم بدعوى تقديم مساعدة إنسانية، وهي ذريعة زائفة، إنما هو بوضوح عمل لا يهدف إلا خدمة أغراض سياسية متطرفة ويحتمل أن يؤدي الى عواقب وخيمة».