واشنطن، دمشق - أ ف ب، رويترز - دافعت الادارة الاميركية عن توجه السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد إلى مدينة جسر الشغور على الحدود التركية في اطار زيارة نظمتها السلطات السورية لعددد من الديبلوماسيين والمسؤولين الدوليين والصحافيين. ويقول معارضو الزيارة أنها هدفت إلى «تبرير» العنف الذي استخدمته السلطات في المدينة التي فر الغالبية العظمى من سكانها الى تركيا، على اساس ان السلطات كانت تواجه «جماعات مسلحة ارهابية». وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند إن السفير فورد توجه الى مدينة جسر الشغور «كي يرى بنفسه نتائج وحشية النظام السوري»، وأوضحت «شاهدوا مدينة مهجورة وخسائر كبيرة». إلا ان المنتقدين يقولون انه من غير الواضح كيف سيرى فورد القمع ضد السكان او يجمع ادلة على ضعف الرواية الحكومية السورية لأن الزيارة كانت مرتبة سلفاً ولم يسمح للمشاركين فيها بالتجول بمفردهم او الحديث مع السكان. وكانت السلطات السورية قد اعدت الزيارة كي توضح لديبلوماسيين دوليين وصحافيين ان الاضطرابات في محافظة ادلب وبالذات في جسر الشغور يقف وراءها عناصر مسلحة تنتمي لتنظيمات ارهابية، غير ان عدم وجود سكان في المدينة والدمار الذي لوحظ في الكثير من الشوارع والمساكن ليس دليلاً على وجود عصابات مسلحة، كما يرى منتقدو هذه الزيارات وناشطون. وأقرت نولاند بعدم وجود سكان كي يعطوا رواية مخالفة لرواية السلطات في دمشق. ولم تستطع ان تقول ما إذا كان فورد قد طلب من السلطات السورية رؤية قبور للقتلى كي يقف بنفسه على الروايات حول انتهاكات واسعة لحقوق الانسان. وتابعت متحدثة عن الحكومة السورية: «هذه الحكومة لم تسمح بتغطية الصحافة المحلية، لم تسمح بوجود الصحافة العالمية... هذه الحكومة قطعت الانترنت، وسعت لمنع مواطنيها من الكلام عن ما يحدث... وبالتالي ان يذهب شاهد عيان الى الشمال ليرى بعينه نتيجة تلك البشاعات، فإن ذلك كان مفيداً بالنسبة الينا». وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الاميركية ان الاستخبارات العسكرية السورية استجوبت السفير فورد، إلا انه قاوم محاولات لتصوير مطالب المحتجين على انها «نتيجة عمل جهات خارجية». وأوضحت نولاند ان فورد توجه إلى جسر الشغور مع مع سفراء آخرين وسوف يرفع تقريراً عن هذه الزيارة «قريباً» إلى وزارة الخارجية الاميركية. وأشارت الى ان فورد «سوف يقدم تحليلاً لما سمعه من المسؤولين السوريين ثم سيواصل ابلاغ ليس فقط الحكومة السورية ولكن ايضاً المعارضة بضرورة وضع حد للعمليات الوحشية». وذكرت نولاند بأن هناك اماكن اخرى على طول الحدود مع تركيا يود مسؤولون اميركيون زيارتها. وتابعت: «نحن قلقون خصوصاً للمعلومات التي افادت ان الحكومة السورية في صدد تطويق الحدود لمنع عبور اللاجئين والمساعدات الانسانية»، مضيفة ان «هذا الامر من شأنه ان يزيد من الاعمال الوحشية التي اصبحت معروفة». ويأتي ذلك فيما وفد ديبلوماسيون غربيون الى مخيم للاجئين السوريين في منطقة هاتاي التركية في مهمة تقصي حقائق امس. واحتشد مئات اللاجئين عند بوابة مخيم التينوزو ونظموا مظاهرة صاخبة تدعو الى اسقاط النظام. وردد الحشد الذي ضم العديد من الاطفال هتافاً يقول «الشعب يريد اسقاط النظام». ويأتي ذلك فيما أتهمت سورية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «بالتدخل السافر في شؤونها وإعطاء تبرير الى بعض أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يستهدفها». وأعربت سورية عن رفضها تقرير بان حول عمل قوة مراقبة اتفاق فض الاشتباك في الجولان «أندوف»، الذي قال فيه إن «التظاهرات المناهضة للحكومة في سورية امتدت الى بعض القرى في المنطقة المحدودة السلاح في الجولان». وسلم السفير السوري في الأممالمتحدةبشار الجعفري رسالة الى الأمانة العامة للأمم المتحدة ورئاسة مجلس الأمن الدولي ليل اول من امس أعرب فيها عن رفض بلاده التقرير «الذي تضمن مغالطات ومعلومات غير صحيحة وقراءة مشوهة لقضية احتلال إسرائيل الجولان السوري». وقال بان في تقريره إن «السلطات السورية أشرفت على حشود المتظاهرين» في الجولان في ذكرى «النكبة والنكسة» في 15 أيار (مايو) و5 حزيران (يونيو). ورد الجعفري بأن الحشود كانت «عفوية وأن موظفي أندوف يعرفون الجهود التي بذلتها السلطات السورية لمنع تفاقم الأوضاع». وقال الجعفري في رسالته أن محاولة بان ربط الأحداث الداخلية في سورية «مع تقريره حول عمل «أندوف» غير مقبول وفي غير مكانه ويمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية». واعتبر أن التقرير «محاولة لقراءة مشوهة لقضية احتلال إسرائيل الجولان السوري المحتل وفيه تبسيط وسطحية».