على رغم البداية المتعثرة لقطبي مدينة جدة الاتحاد والأهلي، إلا أن الثنائي المنتافس على مدى التاريخ كان يدخر الجهد حتى نهاية الموسم، إذ شكلا فريقي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. ويأتي تأهل الاتحاد بعد سلسلة من المتاعب التي لحقت به هذا الموسم، ففي البداية عانى الاتحاد الأمرين جراء تعاقده مع المدرب البرتغالي مانويل جوزيه الذي قص شريط المشكلات بإبعاد قائد الاتحاد محمد نور بحجة أن «لا كبير» في كرة القدم، فباتت المشكلات تحاصر «الأصفر» من كل صوب منذ إنشاء ذلك الحاجز، ومع كل محاولات الاستماع لما يقوله جوزيه، لم يقدم الفريق ما يشفع للبرتغالي بالبقاء، خصوصاً أن التعادلات أصبحت هي النتيجة الثابتة مع تغير الفرق، وفي خضم المعمعة يتوجه جوزيه إلى مصر ليتعاقد مع الأهلي المصري لتدريبه دون العودة للاتحاد ما زاد الأمور تعقيداً وبعد شد وجذب في القضية توصل الطرفان (الاتحاد وجوزيه) إلى دفع الشرط الجزائي للأول، وأعفت بعد ذلك الإدارة مدير الكرة حمد الصنيع بعد مطالبات جماهيرية بعدم الإبقاء عليه، وبعد ذلك تم التعاقد مع المدرب البرتغالي توني أوليفيرا لقيادة الفريق فيما تبقى من منافسات الموسم، ولم يحقق الأخير أي تطور ملحوظ بعد أخطاء جوزيه، بل زادت الإخفاقات عندما ودع الفريق مسابقة كأس ولي العهد من الاتفاق، وودع رسمياً منافسات الدوري، وهو ما دعا الإدارة للاستغناء عنه أيضاً والاستعانة بالمدرب البلجيكي ديمتيري صاحب العلاقه الوطيدة والذكريات الجميلة مع الاتحاديين والذي حقق بالفعل نتائج إيجابية إذ أنقذ الموسم «الأصفر» بالتأهل لدور ال8 من مسابقة دوري أبطال آسيا على حساب الهلال، وبلغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بإقصائه قطبي الرياض النصر والهلال. الطرف الثاني الأهلي لم يكن موسمه موفقاً إذ واجه أزمات عدة مشابهة لغريمة التلقيدي، إذ وقع مع المدرب الصربي ميلوفان رايفيتش، وبعد أن بدأ الفريق يقدم مستويات لافتة نهض من خلالها من إخفاق البداية، إلا أن تركه ميلوفان ووقع عقداً مع المنتخب القطري، وهو ما دفع الإدارة الأهلاولية لرفع شكوى للفيفا، وعدم الاكتفاء بالشرط الجزائي، إلا أن القضية أغلقت عند هذا الحد، وتم الاعتماد على مساعده اليكس الذي واصل مع الفريق، وتأهل الأهلي بصعوبة بالغة إلى مسابقة كأس خادم الحرمين للأبطال، وبعدها واجه الشباب في دور ال8 وخسر مباراة الذهاب إلا أنه قدم احتجاجاً على مشاركة لاعب الأخير عبدالعزيز السعران وكسب الاحتجاج، واعتبر فائزاً بثلاثة أهداف نظيفة، وعلى رغم خسارته في الإياب بهدف من دون مقابل إلا أنه وصل لنصف النهائي بفضل فارق الأهداف الثلاثة الذي كسبها بالاحتجاج. الأهلي يقدم مستويات مميزة على رغم تعرضه لبعض الخسائر في مبارياته الأخيرة، ولكن اعتماده على لاعبيه الأجانب صنع فارقاً كبيراً في مباريات كأس خادم الحرمين، وتخطى الوحدة ووصل لمواجهة الند الأصعب، الاتحاد، وربما يتفاءل الأهلاويون بهذه المواجهة القوية كونه كسب آخر مباراتين نهائية جمعته بالاتحاد عام 2008.