قتل 16 جندياً يمنياً على الأقل في هجوم جديد لتنظيم «القاعدة» استهدف فجر أمس نقطة عسكرية وأمنية مشتركة في محافظة شبوة، في حين كشف الجيش عن مقتل أكثر من 500 مسلح خلال عملياته الواسعة في الأسابيع الخمسة الماضية ضد معاقل التنظيم، كما أكد استمرار سريان اتفاق وقف النار مع الحوثيين في محيط مدينة عمران وتسلمه مواقعهم وفتحه الطريق إلى العاصمة. وحذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال اجتماعه أمس مع هيئة رئاسة البرلمان ورؤساء الكتل البرلمانية ورئيس الحكومة وأعضائها، من التدخلات الخارجية في شؤون بلاده الرامية إلى دعم الحركات الانفصالية أو الجماعات المسلحة، وذلك في إشارة إلى إيران. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، إن «مسلحين يرجح أنهم من «القاعدة» شنوا فجر أمس هجوماً مباغتاً بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة استهدف نقطة تفتيش مشتركة للجيش وقوات الأمن عند مدخل مدينة بيحان في محافظة شبوة، ما أسفر عن قتل 16 جندياً وإصابة آخرين إضافة إلى تدمير ثلاث عربات». والهجوم هو الثالث للتنظيم منذ بدء الحملة العسكرية الواسعة ضد معاقله في شبوة وأبين في 29 نيسان (أبريل) الماضي، وجاء غداة مقتل ثلاثة من عناصره بينهم قيادي محلي يدعى جعفر الشبواني في غارة جوية لطائرة من دون طيار في منطقة آل شبوان المجاورة. وكشف الناطق باسم الجيش العقيد سعيد الفقيه أمس، في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ تعيينه، عن قتل أكثر من 500 مسلح من عناصر «القاعدة» منذ بدء الحملة العسكرية، إضافة إلى اعتقال 39 آخرين، في مقابل سقوط 40 جندياً أثناء المواجهات إلى جانب 100 جريح. وقال الفقيه إن «الحملة العسكرية ستستمر لملاحقة عناصر التنظيم الفارين في كل المحافظات»، مؤكداً أنها «اقتلعت وأزالت معسكرات ومراكز تدريب ومعاقل للإرهابيين في مديرية المحفد وعدد من مديريات محافظة شبوة بعدما بقيت مأوى لهم نحو أربع سنوات». وأعلنت وزارة الداخلية أمس تفاصيل عملياتها الأخيرة في صنعاء ضد خلايا «القاعدة»، وذكرت في بيان على موقعها الإلكتروني أنها «تمكنت من قتل عدد من العناصر الخطرين وتوقيف آخرين ضالعين في ارتكاب معظم العمليات الإرهابية في صنعاء وحوداث الاغتيالات والخطف التي كانت استهدفت أجانب وقادة عسكريين وأمنيين. وأكدت وزارة الدفاع أمس أن الشرطة العسكرية استلمت موقعي «سحب والسجن المركزي» التي يسيطر عليها الحوثيون عند مدخل مدينة عمران الجنوبي وأعادت فتح الطريق إلى صنعاء وأمنتها، في سياق تنفيذ وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الثاني. وأضافت: «يُستكمل نشر المراقبين وفقاً للمهام المسندة إليهم»، وأن الأوضاع في المدينة «بدأت تعود إلى طبيعتها ولم يحدث أي خرق للاتفاق». وعقد الرئيس هادي أمس اجتماعاً سياسياً مشتركاً للبت في الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الأزمة الاقتصادية ومشكلة شح المشتقات النفطية. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن هادي تطرق «إلى المهام الوطنية المهمة التي اضطلعت بها وحدات من القوات المسلحة والأمن في ضرب أوكار الإرهاب في محافظتي شبوة وأبين واستمرار ملاحقتهم على مستوى محافظاتمأرب والبيضاء وأينما حلوا ووطأوا». واستعرض»المعطيات الميدانية في محافظة عمران والاتفاق على وقف إطلاق النار، وقال: «ليس من مصلحة احد إشعال الحرائق هنا وهناك ويجب الالتزام المطلق بكل ما يتعلق بتثبيت الأمن والهدوء والاستقرار والبحث عن حلول مقبولة». وشدد على «أن الدولة هي المعنية بإيجاد الحلول وأن هناك ثوابت لا يمكن تجاوزها من أي طرف أيا كان، وهي النظام الجمهوري ووحدة اليمن والنهج الديموقراطي»، وقال: «لقد حذرنا مراراً من التدخل في شؤون اليمن الداخلية وقلناها من قبل، إن دعم أي جماعة أو حركات انفصالية تعتبر من التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لليمن ولن نسمح بهذا التدخل». في إشارة إلى إيران، التي تتهمها صنعاء بدعم جماعة الحوثي والجناح المتشدد في «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن الشمال.