كشفت السلطات السورية امس عن «مقبرة جماعية» ثالثة على ضفاف نهر الأبيض في مدينة جسر الشغور، تضم بين 17-20 جثة لضحايا رجال الأمن والشرطة الذين سقطوا في الأسابيع الأخيرة على ايدي «تنظيمات مسلحة». وجاء ذلك خلال زيارة نظمتها السلطات لمراسلي وسائل الإعلام وممثلي البعثات العربية والأجنبية في دمشق. وصرح مسؤول محلي في محافظة إدلب أمام أعضاء الوفدين الديبلوماسي والإعلامي أن 500 مسلح قاموا بمهاجمة مبنى امني حيث استمرت الاشتباكات بين الطرفين 36 ساعة إلى أن نفدت ذخيرة رجال الأمن، فقام المسلحون بهدم الجدران الخارجية للمبنى بواسطة «بلدوزرات» وتفجير جزء منه. وكشف مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري اللواء رياض حداد عن مقبرة أخرى في مدينة جسر الشغور فُتحت قبل يومين بحضور ديبلوماسيين أميركيين وفرنسيين، احتوت على أربع جثث ورأس بشري. إلى ذلك، نفى حداد في حديث نشرته صحيفة «تشرين» الحكومية امس أن يكون الجيش السوري قد دخل إلى مدينة معرة النعمان شمال غربي البلاد، وقال: «ليس بعد، حتى الآن لم تدخل وحدات الجيش. والوضع ليس مريحاً للأهالي. وعلمنا أن العصابات المسلحة بلغ بها الأمر إلى حد طرق أبواب الأهالي لإرهابهم أو إغرائهم بدفع 05- إلى 100 دولار أميركي لكل من يترك بيته ويغادر إلى تركيا، زاعمين أن الجيش لديه قوائم بأسماء الناس في المعرة وسيقوم باعتقالهم، وهذا كذب طبعاً لا أساس له من الصحة». وأضاف انه بعد دخول وحدات الجيش إلى عدد من المناطق التي شهدت توترات فإن «الأمور تسير إلى حيث يجب تسير. أي إلى العودة التامة للحياة الطبيعية ... كل ما حدث فصل من فصول مؤامرة خارجية استطاعت سورية قيادة وشعباً وجيشاً أن تكون على قدر المسؤولية وأن تنتصر على المتآمرين. وتم وأد الفتنة». كما اعتبر اللواء رياض حداد أن دخول الجيش إلى المدن أمر طبيعي. مؤكداً أن « إحدى مهمات الجيش الدفاع عن حدود الوطن. ومن مهماته أيضاً الدفاع عن امن المواطن واستقراره»، مضيفاً أن دخول الجيش جاء بناء على طلب الأهالي. وأضاف: «هناك أدلة كثيرة دامغة تؤكد ارتباط تلك العصابات بمؤامرة إقليمية ودولية تقودها أميركا والكيان الصهيوني، وأحد أوجه تلك المؤامرة عدوان مسلح ضد الشعب السوري وأمنه واستقراره، ومن يهدد الأمن الوطني لسورية ويحاول زعزعة استقرارها وضرب مرتكزات العيش المشترك الذي ننعم به يضع ذاته في خانة أعداء الوطن، وفي هذه الحال من الطبيعي أن يتم استخدام الجيش للرد على أولئك». وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» ( سانا) بأن وحدات الجيش قامت بضبط كميات كبيرة من الأسلحة الرشاشة والبنادق والمسدسات والقنابل اليدوية والأسلحة البيضاء في جسر الشغور.