بدأت قوى المعارضة السودانية بشقّيها السياسي والمسلح مشاورات في العاصمة الفرنسية باريس أمس، بهدف تأسيس تحالف عريض ووضع خطة لنشاطها وتحديد موقفها من الحوار مع الحكومة لتحقيق تسوية في البلاد. وشارك في لقاء باريس كل من زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي ورئيس «حركة تحرير السودان» مني أركو مناوي ورئيس «حركة العدل والمساواة» جبريل إبراهيم ورئيس «الحركة الشعبية– الشمال» فصيل مالك عقار وحزب المؤتمر السوداني الذي يمثله مستور آدم نسبةً إلى استمرار اعتقال زعيمه عمر الدقير منذ شهرين. وأعلن الحزب الشيوعي صديق يوسف أن تحالف «قوى الإجماع الوطني» الذي يضم قوى معارضة الداخل لن يشارك في «مؤتمر باريس»، داعياً إلى إشراك الفصيل الآخر في «الحركة الشعبية- الشمال» بقيادة عبدالعزيز الحلو، كي تتم تصفية الخلافات بين فصيلَي عقار والحلو. وطالب بالخروج بموقف موحد لمعالجة قضايا البلاد. من جهتها، أعلنت «الجبهة الثورية» التي يتزعمها مني أركو مناوي أول من أمس، أنها عازمة على تحقيق وحدة المعارضة، وأكدت التزامها باتفاق تم التوصل إليه مع حركة عبدالعزيز الحلو. وقال الناطق باسم الجبهة الثورية محمد زكريا فرج الله إن غياب مجموعة الحلو عن الاجتماع «لا يعني حل تمثيل الحركة الشعبية- الشمال في قوى نداء السودان ولا يعني تجاوزها». واتفقت «الجبهة الثورية» و «مجموعة الحلو» في اجتماع عُقد في أديس أبابا على هامش محادثات السلام التي توسط فيها فريق الاتحاد الأفريقي في شباط (فبراير) الماضي، على تنسيق المواقف ضمن إطار عملية سياسية ذات مسارين مع الحكومة لإنهاء الصراعات في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ويأتي الاتفاق نتيجةً لانقسام الحركة الشعبية- الشمال إلى فصيلين، وبعد قرار الوساطة باختيار مجموعة الحلو لإجراء محادثات مع حكومة الخرطوم حول الترتيبات الأمنية في المنطقتين. مكافحة الهجرة إلى ذلك، ناقش وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور مع المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية وليام لينسي سوينج، الذي يزور الخرطوم، جهود السودان في مكافحة الاتجار بالبشر والهجرات غير القانونية، مؤكداً استعداد الخرطوم للتعاون مع المجتمع الدولي للحد من تلك الظاهرة. من جهة أخرى، بدأ وزير الموارد المائية والري والكهرباء معتز موسى محادثات في موسكو أمس، لتوقيع وثائق بشأن التعاون في مجال الطاقة النووية. وسيلتقي موسى بقيادة شركة «روس أتوم» الروسية المعنية بتطوير مشاريع الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقال الناطق باسم وزارة الكهرباء السودانية محمد عبد الرحيم جاويش أنه «سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب الروسي للتعاون في مجال الاستشارة الجماهيرية لمشاريع محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية، ومذكرة تفاهم أخرى في تنمية الموارد البشرية ورفع القدرات، إضافة إلى توقيع خريطة طريق لتنفيذ خطة تطوير المحطة النووية». وكان موسى كشف عن عقد اتفاق مع روسيا للحصول على محطة نووية عائمة بسعات صغيرة لإنتاج الكهرباء، مع العمل على إكمال الدراسات اللازمة لإقامة محطة السودان النووية، خلال 8 سنوات، تحت إشراف ومتابعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. جنوب السودان على صعيد آخر، أفاد مرسوم رئاسي بأن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أقال وزير المالية ومسؤولاً عسكرياً كبيراً أُدرج اسمه على قائمة سوداء للأمم المتحدة. ولم يقدم المرسوم الذي بثته الإذاعة الرسمية في وقت متأخر أول من أمس، سبباً لقرار عزل وزير المالية ستيفن ديو داو وتعيين سالفاتور قرنق مابيورديت بدلاً منه. وأقيل اللفتنانت جنرال ماريال تشانوانج يول مانجوك من منصبه كمساعد لقائد قوات الدفاع من دون تقديم أسباب أيضاً.