بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب متحمساً لمحادثاته المرتقبة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في أيار (مايو) المقبل، مرجّحاً ان تشكّل «نجاحاً هائلاً» وتُفضي الى «أعظم اتفاق للعالم». وشدد مسؤولون في إدارة ترامب على أن لا شروط إضافية على بيونغيانغ لعقد اللقاء الذي أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو أنه لن يكون مجرّد «استعراض». وكان لافتاً أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس تجنّب التعليق على الأمر، مكتفياً بأنه «حساس». وتوقّع ترامب أن تشكّل القمة «نجاحاً هائلاً»، معتبراً أن بيونغيانغ باتت تريد «صنع السلام»، ومضيفاً أن «الوقت حان» لذلك. وكتب على موقع «تويتر» إن كوريا الشمالية «لم تجرِ أيّ تجربة لصاروخ منذ 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017. أعتقد بأنهم سيفون بوعدهم» الامتناع عن تنفيذ تجارب صاروخية أخرى. ورجّح ان يكون الأمر «مثمراً جداً»، قائلاً: «نحظى بدعم هائل». واستدرك: «مَن يعرف ما الذي سيحدث؟ قد تنتهي المحادثات من دون التوصل الى اتفاق، وقد أغادر سريعاً إذا لم يكن التقدّم ممكناً، أو ربما نجلس ونبرم أعظم اتفاق للعالم». وتابع: «تحدثت إلى رئيس الوزراء الياباني (شينزو) آبي، وهو متحمس جداً للمحادثات مع كوريا الشمالية». وأشار الناطق باسم البيت الأبيض راج شاه الى «اتفاق على الاجتماع المحتمل»، وزاد: «لا شروط إضافية، لكن (الكوريين الشماليين) لا يمكنهم اختبار صواريخ، ولا تنفيذ تجارب نووية، كما لا يمكنهم أن يعترضوا علناً على المناورات العسكرية التي ستجريها الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية». وأضاف: «سياستنا تكمن في ممارسة ضغط، من شركائنا وحلفائنا في أنحاء العالم، ومن الأممالمتحدة والصين، والتي أثّرت في سلوك كيم». في السياق ذاته، ذكر وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين أن ترامب اشترط لعقد القمة امتناع بيونغيانغ عن «إجراء تجارب نووية وصاروخية». ورفض انتقادات اعتبرت أن قرار الرئيس يساهم في تعزيز مكانة الزعيم الكوري الشمالي، قائلاً: «لدينا وضع يستخدم فيه الرئيس الديبلوماسية، لكننا لا نوقف حملة الضغط المكثف. هذا هو الاختلاف الكبير. العقوبات لا تزال قائمة. الوضع العسكري لا يزال كما هو، لذلك سيجلس الرئيس ويرى هل يستطيع التوصل إلى اتفاق. موقفنا واضح جداً». من جانبه، رفض ماتيس التعليق على القمة المحتملة، معتبراً الأمر «حساساً». وأضاف خلال رحلة إلى سلطنة عُمان: «سأترك الأمر لمَن يقودون (هذه) الجهود. نظراً الى دقة الأمر، عندما تخوض في وضع مشابه، فإن احتمالات سوء الفهم تبقى كبيرة جداً. أي كلمة سيُفهم ويحلل في طريقة مختلفة، عبر ثقافات مختلفة وأوقات مختلفة وفي سياق مختلف». وأعرب عن «ثقته» في أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية سيُطلعان الرأي العام «على الأمور في شكل جيد». أما بومبيو، فرحص على تأكيد أن «ترامب لا يفعل ذلك على سبيل الاستعراض. هو ذاهب لتسوية مشكلة». وأضاف أن الولاياتالمتحدة تتوقع من كوريا الشمالية وقف كل تجاربها النووية والصاروخية، قبل أي اجتماع. وتابع أن المناورات الأميركية – الكورية الجنوبية ستستمر خلال فترة الاستعداد للقمة، لافتاً الى أن على بيونغيانغ أن تكون راغبة في درس «التخلّص من ترسانتها النووية في شكل تام يمكن التحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه». وشدد على أن واشنطن لن تقدم أي تنازلات، وستواصل عقوباتها الاقتصادية على الدولة الستالينية.