لا أشك أن جماهيرية الاتحاد في جدة أكبر من الأهلي بكثير، ومع هذا فالحضور الأهلاوي للمدرجات في الفترة الأخيرة بات ملفتاً للنظر، كما كان الحضور النصراوي المدهش في السنتين السابقتين رغم أكثرية جماهير الهلال. وكما كان الحضور الاتحادي نفسه في زمن الشح البطولي قبل عقدين. ويبدو لي أن الوجود الجماهيري في المدرج السعودي له خصوصيته أيضاً دون سائر ملاعب العالم. إذ يظهر أنها قضية سيكولوجية معقدة أكثر من كونها نسبة وتناسباً بين فريقين جماهيريين.. وأظن أن شركات الاتصالات وبقية المستثمرين تنبهوا أن الحضور للملعب لا يعطي إحصاء دقيقاً بالضرورة، وأن الوجود الجماهيري الكثيف قد يؤدي إلى مؤشر خاطئ. المشجع السعودي نصف ماسوشي، بحسب ما أراه أخيراً، لا أقول إنه مشجع يتلذذ بالهزائم ولا أزعم أنه لا يحب زمن الانتصارات. لكنه مشجع بات مأخوذاً بإحدى حالتين، إما هوس الفرح الجماعي وهي حالة فرح تزداد نشوتها وقت الانكسارات ولا تصل ذروتها إلا بين الجموع فيما تضيع حلاوتها بين جدران المنزل، وإما بكائية الجماعة وتفريغ شحنات الغضب وتوزع الألم بين القبائل والتي لا تصلح إلا في مدرج يعد (الموت معهم رحمة) وعلى طريقة «من رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته!». تكفي الهلال والاتحاد عشر سنوات من البعد عن البطولات لتقلب المعادلة من جديد وتعود جماهيرهما للمدرجات لممارسة الهوس الجماعي والبكاء الجمعوي، وهكذا هي الدائرة في طقسنا الخاص مع الحضور إلى المدرج. فيما لو كان الأهلي مثلاً هو سيد الزمن المقبل لهجر نصف مشجعيه الملاعب واكتفوا بالفرجة خلف الفضائيات تاركين صخب الاستاد للمتعطشين الجدد! خلاصة القول إن ملاعبنا طاردة للمنتصرين، وهم الأهدأ والأكثر منطقية في الحكم على ملاعبنا والأكثر دقة في الخيار بين الجلوس في البيت والذهاب للملعب. وعندما لا يحدث أي جديد وتستمر المعاناة مع أرقام المقاعد ودورات المياه وأبسط مقومات الراحة. فلن يحضر للملاعب إلا من يتكبدون المعاناة لأجل لحظة فرح.. أو لحظة ترح! متفرقات.. - قال مشعل السعيد قبل الثلاثة الأخيرة: إذا لم يقتنعوا بالآسيوية فسنثبت في الذهاب والإياب لهم ذلك، والحق إذا كررها الاتحاد الليلة أيضاً فموسم الهلال انتهى بشكل تراجيدي جداً! - الفضل لمحمد اليامي وعلوان وحسن خليفة وحمزة ومعهم ديمتري، وقبل الجميع العضو الداعم وعلى طريقة الشيكات: فقط لأغير! - حاتم خيمي هو الأكثر عقلانية في الوسط الرياضي، ولكن العشق والأمل يدمران العقلانية أحياناً! - تدل المؤشرات أن إحدى مهام الفيفا دعم الاستقرار الرياضي في أي بلد، ولهذا لن يكسب الشباب ولن تفلح الوحدة! - تدل الإحصاءات أن فارق الفوز في لقاءات الاتحاد والهلال تقلص إلى فوزين فقط لمصلحة الثاني، فهل يغني الاتحاديون قريباً (سوا سوا يا سمبو)! [email protected]