سيول - أ ف ب - أطلق جنود كوريون جنوبيون النار على طائرة ركاب تقل 119 شخصاً، بمن فيهم أفراد الطاقم، قادمة من الصين بعدما اعتقدوا انها طائرة عسكرية كورية شمالية، وسط تصاعد التوتر في العلاقات في شبه الجزيرة المقسّمة. وأطلق جنود مرابطون على مركز عسكري في جزيرة غيودونغ عند الساحل الغربي لكوريا الجنوبية النار ليل الجمعة - السبت من رشاشاتهم على الطائرة التي كانت تستعد للهبوط لدى اقترابها من مطار انشيون الدولي في سيول. وكانت الطائرة تحلّق في اتجاه الجنوب الشرقي فوق جزيرة جومون على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوب غيودونغ إلى اينشيون. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن مسؤول في سلاح البحرية أن «إطلاق النار استمر نحو 10 دقائق لكن الطائرة كانت بعيدة جداً من مرمى النيران». وأضاف: «عندما ظهرت الطائرة فوق جزيرة جومون اعتقد الجنود أنها طائرة كورية شمالية فأطلقوا النار عليها». وأكد مراقب جوي أن الطائرة التابعة لشركة «اسيانا» كانت تحلّق في مسارها العادي. وأشار ناطق باسم الشركة الى أن الطائرة لم تتعرض لأي خطر وكانت بعيدة من مركز الحراسة العسكري. وتدهورت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوى منذ عقد، بعدما أعلنت بيونغ يانغ الشهر الماضي قطع الاتصالات مع الحكومة الكورية الجنوبية المحافظة. وبالغ الجنود الكوريون الجنوبيون باحتمال قيام كوريا الشمالية بتحركات استفزازية وسط تصاعد في التوتر على الحدود بين البلدين. وبعد أشهر من الهدوء النسبي، يستخدم الشمال خطاباً قاسياً ضد الحكومة المحافظة في الجنوب، معتبراً أنها دمية تحرّكها الولاياتالمتحدة لتأجيج المواجهة. وأعلنت سيول أول من أمس أنها ترفض طلب بيونغ يانغ إعادة تسعة لاجئين كوريين شماليين يتحدرون من عائلة واحدة (ثلاثة رجال وامرأتان وأربعة اطفال) فروا من بلادهم قبل أسبوع على متن قارب صغير. وأوضح الصليب الأحمر الكوري الجنوبي في رسالة إلى نظيره الكوري الشمالي «بما أن الكوريين الشماليين التسعة يريدون الحصول على وضع لاجئين وفق التحقيقات التي أجرتها الوكالات المعنية، سيتم التعاطي مع ملفهم وفقاً لرغباتهم». وطالبت بيونغ يانغ بإعادتهم مؤكدة أن العلاقات السيئة أساساً بين البلدين، ستتدهور في شكل إضافي في حال رفض الجنوب هذا الطلب. وفي شباط (فبراير) الماضي، عبرت سفينة تقل 31 كورياً شمالياً في شكل عرضي الحدود. وبعد شهرين من المفاوضات بين سيول وبيونغ يانغ، أعادت كوريا الجنوبية 27 منهم إلى بلادهم بعدما أبدوا رغبتهم في العودة إلى كوريا الشمالية. لكنها رفضت إعادة الأشخاص الأربعة الذين قرروا البقاء في كوريا الجنوبية على رغم الدعوات المتكررة من عائلاتهم التي نقلت عبر الفيديو. وأوردت وسائل إعلام أول من أمس أن الجنوب نشر قرب الحدود صواريخ قادرة على إصابة بيونغ يانغ. وأفادت وكالة «يونهاب» أن نشر صواريخ أرض - أرض جاء رداً على تصاعد التوتر.